عروس الموت

14 4 0
                                    

.

" أبي انا لن اتزوج ذلك الرجل ابداََ "
هي بحدة اردفت و عينيها الغائرتين تحدقان بخاصة والدها شديتي الاتساع

لم يمهلها اي لحظة او يقف ليستمع لما تريد قوله من ادعاءات بل رفع ساعده الأيسر ليلقي على وجهها الدائري صفعة عنيفة يتردد صداها في كامل الغرفة المغلقة خالية من اي شخص عداهما فقط...

لتسقط هي ارضا بصدمة و ترفع عنقها لتطالعه من اسفل انصالها الدامعة بخوف و هي ترا الجمود و التصلب في ملامحه الخاوية شديدة الحدة.... و هو يقف بجذعه شامخا أمامها

لم يكتفي بتلك الصفعة بل حرك قدمه اليسرى ليقوم بركلها في معدتها ثم بطوله انحنى لمستوى جسدها... ببرود رغم سماعه لصوت ابنته الشابة و هي تئن و تتأوه عند قدميه بألم لكن هذا لم يهز شعرةََ منه

رفع يده اليمنى و تعاليم وجهه لازالت خاوية كما هي.... و امسك بشعرها يشده بعنف قبل ام يهسهس من تحت انفاسه بخشونة
" ليس و كأنك تمتلكين حق الرفض... انا من يقرر كل شيء "

قال هذا قبل ان يفلت رأسها الدائخ ليقع ارضا ثم بجسده اتجه ناحية الباب و أدار بمقبضه فاتحاََ اياه لتدلف والدتها خلغه مباشرة والدتها.... التي كانت تولول خارجاََ و تترجى زوجها ان يتوقف عن تعنيف ابنتهما ذات التاسعة عشرة ربيعاََ بنبرة متوسلة

و برغم انحناء والدتها لمستوى جذعها و هي تهزها بعنف قلق، علها تعود لرشدها بسبب كونها بعد تلك الصفعة و الركلة توقفت عن الرمش و دخلت في تلك الحالة من الصدمة

انها لم تتحرك انشناََ بل ظلت تحدق في الفراغ بتعابير خاوية نحو اللاشيء و عينيها تائهتين في الذكريات و الماضي و الحاضر تقلبان لها كل ذكرى بائسة مثل هذه او أسوأ قد خاضتها.....

والدتها ظلت تهزها بعنف يميناََ و يساراََ علها تستعيد وعيها او رشدها و تعود للواقع لكنها رغم ذلك ظلت كما هي بعيدة كل البعد عن الواقع...

حتى مساء ذات اليوم رغم انجلاء ساعات على ما حدث لكنها ظلت عالقة هناك و كأنها تعرضت لنوع من الصدمات النفسية اللحظية.... ليس و كأنها مرتها الأولى التي تتعرض في للضرب من قبل أحدهم و تحديداََ والدها

لكنها مرتها الأولى التي تنضرب فيها مشاعرها، انوثتها، قلبها.... لا تعلم كيف تصف ما تشعر به حيث ان ترى والدك يقدمك كقربان لأحدهم تحديدا ( رجل آخر ) كان شيء جارحاََ و مهيناََ للغاية...

كان شيء يمتلك مذاقاََ خاصاََ من الانكسار ذلك النوع الذي لا يشفى ابداََ... لم تستطع هي وصف الألم لقد كانت تتألم لكن ليس في مكان الضربة لا بل كان الألم في مكان مختلف تماماََ....

اما عن والدتي فقط ظلت تلك الليلة تفكر في مكانها في فراشها.... بشأن كل ما يحدث معها و تحديداََ بشأن تصرف جدي معها...

مذكرات شيشونـكي [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن