1 «أمل وسلامة في كل خطوة»

39 2 84
                                    

في أعماق الليل، تحت أضواء المدن،

تبدأ قصص تُنسج بخيوط الأسرار،

تتلاقى الأرواح مع الأقدار،

ويُكتب التاريخ بأقلام الهمس والظلال.

............................

صلي علي من بكي شوقا لرؤيتنا

.....

مع بزوغ الصباح ، انبثقت أشعة الشمس لتُطل على حارة شعبية تزخر بالحياة. الحارة ضيقة، مبانيها متلاصقة، بعضها يتأرجح على حافة الزمن، والجدران تحمل آثار الزمن بوضوح، طلاءٌ قديم متشقق، ونوافذ خشبية تتخللها أسلاك معدنية صدئة

تتسلل رائحة الخبز الطازج من المخبز الصغير في زاوية الحارة، حيث تقف تلك السيدة ذات ملامح تشع حكمة وتعب السنين، . شعرها المائل للفضي يتدلى برفق أسفل حجابها البسيط، ووجهها يحمل خطوطًا ناعمة رسمتها الأيام، تروي قصصًا عن جهد وعطاء مستمرين.

، تبتسم برضا وهي تستقبل اليوم الجديد. تضع يديها المتجعدتين، اللتين تحملان آثار العمل الشاق، على المنضدة الخشبية، وتبدأ في ترتيب الأرغفة بعناية، تخرجها من الفرن الذي ظل يسخن طوال الليل ليكون جاهزًا لاستقبال الزبائن.بينما منهمكة في عجن الدقيق بين يديها، سمعت خطوات خفيفة تقترب منها. رفعت رأسها، وعجنتها لا تزال بين أصابعها المملوءة بالدقيق، لتجد أمامها ابنتها ليس ابنتها التي أنجبتها لكن أنجبتها لها الظروف .

استمعت لصوتها المرح يقول: "عملتي ليا القرص اللي بحبه ؟"

أجابتها بابتسامة لازالت مرسومة على ملامحها: "عملتها من صباحية ربنا! هو أنا أقدر أنسى يا شروق ؟

صاحت شروق بفرحة قائلة: "عاشت بدورة!"

ضحكت بدرية بخفة، ثم استرسلت تقول بابتسامة: "هايزة، صحيت؟"

ابتسمت شروق وقالت: "آلاء صحتها من صباحية ربنا علشان توصلها بعربيتها اللي شبه الفوله دي ."

جاء صوت من خلفها قائلاً: "ومالها عربيتي يا رجاصة؟ انتي تطولي تركبيها!

انتفضت شروق على الصوتها ورفعت بدريه نظرها لترمق تلك الفتاة ببسمة واسعة. كانت الفتاة تقف مرتدية قميصًا أسود مع كنزة بيضاء، وترفع شعرها البني الطويل على هيئة ذيل حصان. كانت ترتدي بنطلونًا من نوع "بوي فريند"امسكت شروق طرف جلابها تبصق فيه قائلة: "يختي في حد يخض حد علي صبح كدا طيب كنت كحيتي ! بعدين اي مضايقك ماهي شبه الفوله بتكفي اتنين بالعافيه

دفعتها هايز بغيظ وهي تقول ببرود: "أنتِ أصلا متقدريش تجبي تمنها يا رجاصة حتي لو بعتي كليتك متجبيش تمنها ." ثم تقدمت من بدريه بمرح قائلة: "يا صباح الأناناس على أغلى ناس!"

ضحكت بدريه بخفه قائلة : "منورة الحارة يا معلمة الحارة! قوليلي بقى، فطرتي ولا لسه؟"

هزت رأسها نافية وأضافت بنبرة جادة: "ندي هتجيب رنجة وفسيخ، هنفطر في الشغل."

عبر حدود المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن