11-ظل الأمان

15 1 122
                                    

(صَلّى عَليـك الله يَـا خَير الـورى

مَا أَمطَرت مُزنٌ ومَا سَيلٌ جَرَى ﷺ)

---------------------------------------------------

كنت وحيدًا في دربٍ طويل

أبحث عن أمنٍ في هذا الليل الثقيل

ضاع مني القلب في غياهب الهم

حاولت أن أجد لي طريقًا من ظلماته المظلمة

وعندما وجدتك، كان الأمل

طلبت منك الأمان، من قلبٍ ضل

قُلتِ: "أنا هنا، سأكون الدواء"

نزعتي السموم، وأعدتِ إليَّ الحياة من جديد

ظننتُ أنكِ قد تركتني، قبل أن أشفى

لكن الوفاء كان وعدك، فكنتِ دوائي وشفائي

بفضل الله ثم فضلك، شفيتُ من الأوجاع

واليوم أخبركِ: قلبي قد نبض لكِ، يا أحلى الرفاق

فهل تقبلين، أن تكوني رفيقتي في الحياة؟

إلى الأبد، لا تتركيني يا من أضاءتِ الطريق

قولي نعم، وكوني جواري، فلا ترفضي

قلبي عاشقٌ على بابكِ، يرجو منكِ الرفق (جاسم )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،

اجتمع الجميع في ردهة المستشفى، حيث ساد المكان جو من القلق والترقب، وجوه شاحبة مثقلة بالألم والحزن، وأصوات تهمس بأنباء إصابة زهر التي انتشرت كالنار في الهشيم. كانت العيون تتجه نحو باب غرفة العمليات المغلق، وكأن الجميع يترقب لحظة تنشق ذلك الباب عن بارقة أمل أو حتى خبر يروي عطش قلوبهم التي تقف على حافة الانتظار.

جلس آدم على أحد المقاعد الخشبية أمام غرفة العمليات، ظهره منحنٍ وعيناه شاردتان، لا يسمع شيئًا من الضجيج أو الهمسات المتناثرة حوله. كانت دقات قلبه تتسارع كأنها طبول حرب، وصدى ندمه يتردد داخله بصوت يثقل صدره: "يا ليته لم بتركها... يا ليت تلك الرصاصة صابته بدلًا من منها." رفع آدم يده المرتجفة، ووضعها على وجهه، ثم بدأ يشد شعره بعنف، كأنما يحاول عقاب نفسه على ما حدث. عيونه لا تكاد تفارق باب الغرفة، كأنه يتوسل بصمت إلى السماء، يتمنى معجزة تنقذها من هذا المصير، وتعيدها بين يديه مرة أخرى، سالمةً، كما كانت

على الجانب الآخر، جلس كمال على الأرض، عيناه مليئة بالدموع، يشعر وكأن الحياة تسرق منه أحب الناس واحدًا تلو الآخر. زوجته، والآن ابنته... ألم يسعَ بكل ما يستطيع لحمايتها؟ لكنه خسرها

أما جاسم، فجلس بجوار والده، متحجرًا في مكانه، قلبه محروق على شقيقته التي لم تهنأ في هذه الحياة منذ أن جاءت هنا. همس لنفسه: "ياليتها لم تأتِ أبدًا."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عبر حدود المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن