الفصل الثالث والثلاثون. 💞

3.1K 139 115
                                    

لـِ عــيّــنــيـهَـا حِــكَــايــة.

«الفصل الثالث والثلاثون 7-9-2024»

- قراءة مُمتعة يا حلوين. 🦋

صلوا على مُحمد نبي الله

♡••••••••••••••••••••••••••••••••••♡

"كلما بحثت في خبايا الماضي، كلما تبعثرت الأشياء داخلك."

كان واقفًا أمام غرفتها يأبى الدخول، ويأبى التحرك كذلك، ماذا يفعل؛ ليصلح علاقتهم؟ قد حاول الكثير والكثير من المرات دون فائدة وكأنها أبقت قهرتها منه داخل صندوق وأغلقت عليه ومن ثم ألقت بمفتاحه في البحر، لا نجاة، ولا حل، ترك قبضة الباب الخشبية، ومشى؛ ليتجه نحو المرآة المعلقة في إحدى زوايا المنزل وهو يعود بذاكرته إلى إحدى الكلمات التي خرجت من فاه أبنته تجاهه، بعثرت شتاته، وذهبت بأمله إلى بعيد، حديثها ذاك كان بعد محادثة طويلة بينهم، كان يريد أن يفهمها قليلًا، يريد أن تقدم له عذرًا واحدًا، يريد أن يوضح لها، إنه حاول كثيرًا، حاول متأخرًا عندما لم يتركه عذاب ضميره دون تلقينه درسًا قاسيًا، كانت أفاقته تلك بعد تلاشى الندبات لديها، كان بالفعل قد مر وقت طويل لأصلاحه ذلك، الآن تأكد بأن ابنته صارت على نهجه، ليس في صفاته الحسنة كما كان في شبابه، لكنها صارت على نهجه في اخطائه، كان لها النصيب الأكبر من صفات ابيها السيئة، أخترت الكلمات أذنه مجددًا وكأنها تخبره بها الآن .

"مش عارفة صدقني، مبقاش جوايا مشاعر اديها لحد، ولا حتى اديها لنفسي، شوف أنت قاعد قدامي اهو وباين عليك بتحاول تصلح الأمور، زعلان، مهموم، بس أنا مفيش، أنت حتى مش صعبان عليا، مش عارفة أحس بالزعل عشانك، حتى مش عارفة أخرج وابص على الموضوع من برا كأني شخص تاني، يمكن الإحساس الوحيد اللي حساه بجد إني صعبانة على نفسي، مش عشان أي حد حصلت قبل كده، لا نفسي صعبانة عليا عشان مبقتش قادرة اقدملها حاجة كويسة، بقيت انسانة فاضية، من جوا ومن برا وعلى فكرة مش أنا السبب في كده، بص حواليك كويس وأنت تعرف مين السبب يا.. يا بابا"

زفر بضيق وهو يترجل من بنايته، ذاهبًا للقاء الماضي، إلى أفعاله الصيبانية، ذاهبًا؛ ليسأل عن عواقب أفعاله، بعد فترة لا بأس بها، وقف أمام بناية قديمة، في منطقة "وسط البلد"، عاد بذاكرته إلى يومه الأول في تلك البناية، عندما انتهى زفافه وأتى إلى هنا مع زوجته "فريدة" من كانت فريدة بحق، لا تستحق ما حدث بها، في الماضي قرر ونفذ، لكنه لم يكن يدري بأنه قد قرر فساد حياة أحبائه، زوجته، طفله الأولى وقرة عينه "سليم"، وتلك البائسة التي أظلم حياتها "ليلى، وصغيرته "صُدفة" من تشبه في الملامح بالأكثر، من ورثت عين والدته، الزرقاء الحسناء، بالتأكيد يعلم بأنها قد تخطته، لا تنفك عن عقله ذكرته الأخيرة معها، وحديثها الذي صدمه بأنه قد يخرج من طفلة صغيرة، أمكتوب عليه أن يقتل بسبب عدة أحرف تخرج من أبنائه؟ كان حينها في أكثر لحظات غضبه، كان لا يطيق تلك الساعات المحدودة التي يجلس بها معهم، كان ينفذ صبره منتظرًا الصباح؛ ليأتي حتى يذهب هو دون حتى ألقاء التحية على أبنائه، طوال تلك السنوات التي مضت لا ينفك يسأل نفسه ذات السؤال، لماذا فعل؟ وبأي وجه حق؟ فعائلته مسئوليته في الحياة، أيوجد أب يتخلى عن كل شيء هكذا بسبب هواجس في عقله هو فقط؟ عاد من شروده على صوت طفلة أمامه تتمسح في والدها قائلة ببكاء أمام فناء البناية :
- يا بابا متسافرش يا بابا، خليك معانا وأنا مش هتشاقى تاني.

لـ عينيها حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن