الفصل الأربعون والأخير.❤️

2.2K 123 52
                                    

لـِ عــيّــنــيـهَـا حِــكَــايــة.

«الفصل الأربعون والأخير 28-9-2024»

- قراءة مُمتعة يا حلوين. 🦋

- صلوا على مُحمد نبي الله.

♡••••••••••••••••••••••♡

رغم مرور شهرين، لم تكن الأشياء قد تغيرت كثيرًا، ما زالت الأحزان تلاحقهم، وما زالت الآمال مؤجلة، كأن الحياة قررت أن تبقيهم في حالة من الانتظار الطويل، تتغير الأشياء حولهم، لكن شعورهم بالتيه ما زال ثابتًا، وبين كل بطل والأخر هناك ما يحدث يُفرحه وما يحزنه، وهكذا تستمر الحياة.

في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد ذلك اليوم، "صُدفة" حبست نفسها في غرفتها، وكأنها قد قررت الانعزال عن العالم كله، لم تكن تفعل شيئًا على الإطلاق، لا طاقة لها حتى لفتح الستائر أو ترتيب فراشها،كانت الحوائط المحيطة بها تبدو كأنها تضيق عليها يومًا بعد يوم، بينما هي تغرق في دوامة من الحزن والاكتئاب الذي لم تستطع الخروج منه، كأنها اختارت العزلة كوسيلة للهرب من كل ما حدث، وكأن الحياة خارج تلك الجدران لم تعد تعنيها.

لم تكن تستطيع تذكر آخر مرة شعرت فيها بالحياة داخلها، الأيام تمر، لكنها كانت تعيشها بتبلد، وكأنها موجودة في عالم موازٍ لا يمت للواقع بصلة، لم يكن هناك رغبة في أي شيء، حتى الطعام أصبح ثقلًا إضافيًا على قلبها.

في اليوم الثاني بعد تلك الأحداث، وبينما كانت ما زالت غارقة في صمتها، جمعت شجاعتها وذهبت إلى شقيقها "سليم"، كان اللقاء أشبه بانفجار للمشاعر التي حاولت كبتها، اقتربت منه دون أن تنطق بكلمة، احتضنته بقوة وكأنها تحاول أن تجد في حضنه الملاذ الذي افتقدته لسنوات، لم تحتمل أكثر؛ فانفجرت في البكاء بين ذراعيه، كان حضن "سليم" هو المكان الذي شعرت فيه بالأمان، ولو للحظات قليلة، بعيدًا عن كل الآلام التي مزقتها في الداخل، بينما "سليم" لم يقل شيئًا، فقط احتضنها بشدة، وكأن احتضانه كان الطريقة الوحيدة التي يعرف كيف يقدم بها دعمه، لم يكن بحاجة للكلمات، لأن "صُدفة" كانت بحاجة للبكاء أكثر من حاجتها للحديث.

بعد هذا اللقاء، ساد الصمت مجددًا في المنزل، "سليم"، "صُدفة"، ووالدتهم "فريدة" لم يتحدثوا عن أي شيء مما حدث، لم يكن هناك أي نقاشات عن الماضي أو المستقبل، وكأن الجميع قد اتفقوا بصمت على تجنب مواجهة الحقائق، كلٌ منهم كان يواجه صراعاته الداخلية بطريقته الخاصة، "صُدفة" كانت تشعر بأن الحياة أصبحت كلوحة رمادية، بلا ألوان، بلا تفاصيل، فقط فراغ كبير يبتلع كل شيء، كان البيت هادئًا، لا يُسمع فيه إلا صوت عقارب الساعة الرتيب، الحياة لم تكن تحمل شيئًا سوى الانتظار والصمت الذي بات رفيقًا دائمًا لهم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لـ عينيها حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن