أتمنىٰ لكم قراءة ممتعة
اللهم صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد
************************************
يجوب بعيناه كل ركن بالورشة وبداخله يقول؛ أفعلت هي كل ذلك بمفردها! يالها من فتاه رائعة بحق.
إنه حقًا يشعر بالفخر بها وبما وصلت إليه، لا بل يشعر بالكثير والكثير من الفخر والسرور.
و بالرغم من إنه لم يُشاركها بداية طريقها لتحقيق هدفها ولكنه على الأقل شاركها جزءً صغير منه.. يتذكر تفصيله وسعيد به للغاية.
لمح بعينيه أثناء تفحصه للمكان تلك الإستندات الخاصة بحمل اللوحات فعادت ذاكرته تلقائيًا حين ذهب معاها للمتجر الخاص بأدوات الرسم وساعدها في حمل إطارات اللوحات، ولوازم الديكور التي قامت بشرائها، فإبتسم بهدوء.
بعدها ذهبت عينيه على رسمة ليلة النجوم التي قامت هي برسمها على حائط المُقابل للباب مُباشرةٍ، فظل يتأملها بحب فهي كانت ذات مظهر جميل جدًا ومرسومة بحرافية شديدة.
تذكر سؤاله لها حين قال ما المُميز بتلك الرسمة بنسبة لها، فتلقائيًا صدح صوتها داخل عقله بإجابتها التي كانت تُعبر عن مدىٰ حبها لها : "واللهِ يمكن علشان حساها مُختلفة من حيث الألوان بتاعتها، أو الجو الليلي اللي فيها، أو يمكن علشان مليانة لون أزرق و ده أصلًا لوني المُفضل.. بُص هي جميلة جدًا وبتشد العين من الوهلة الأولى لما تبصلها، علشان كده هي أقرب الرسومات لقلبي."
لا يعلم أكانت تصف الرسمة، أم تصف نفسها كما يراها هو حاليًا!
فهو يُقسم بداخله إنه كلما نظر لها يود لو أن يلتقط لها صورًا تعكس جمالها بعينيه.
إبتسم "مُعاذ" لكل تلك الأشياء التي تُحيط بهِ من كل جانب، الديكورات، اللوحات الفنية المُعلقة على الحائط بشكل مُنظم وبأشكال مُبهجة، الرسمة التي ينظر إليها الآن التي رُسمت بواسطة أنمالها المُبدعة، الإضاءة؛ كل شيء حوله يُشعره بالسعادة لأنه من إختيارها هي.. وهي فقط.
بعدما أنتهىٰ"مُعاذ" من تفحص الورشة ذهبت عينيه على صاحبتها ذات الضحكة الرائعة، تأملها بحب وهو يراها تتحدث مع جميع من حولها بتلقائيتها المعهودة وإبتسامتها البشوشة.
رأها ما زالت مُحتضنة باقة الزهور بين ذراعيها ولم تتركها بعد، فإتسعت إبتسامته وقال بداخله : "مش عارف مين اللي المفروض يفرح بمين بجد!! ده يا بخت الورد واللهِ."
فاق من تأمله بها على نكزة في كتفه من والده الذي كان يقف بجانبه لكي يجعله يُشارك في الحوار الدائر بينه وبين "حافظ" ثم رمقه بنظرة تحذرية ذات طابع مرح لكي لا يلفت الأنظار من حوله.
YOU ARE READING
مَــسَــار | Track
Romansaبَيِن كل شَخَص وأخر قِصَة وبَيِن كل قِصَة وقِصَة مَضمُون وحَيَاة وأشخَاص مُختلفة، سَتَظل أنت تَبحث عن قِصتك في تِلك الحَيَاة المُزدَحِمة وسَتُحَاول أيضًا الوصول إلى نِهَايَة مُحددة لها؛ تَود فَقط أن تَعلم كَيف سَتَنْتَهِي. وهل سَتكون كَما تَمَنَيِت...