القلعة الملكية، غرفة الأميرة.
- لا أعلمُ لمِا تركتِ النافذة مفتوحةً بالأمسِ يا سيدتي، اخبرتكِ أنَّ الهواءَ الباردَ مُضر لصحتكِ جدًا، لا يجدر بكِ فعلُ هذا مرة أخرى!
قالتها اليسون بقلقٍ مع نبرة تأنيبٍ وهي تتكلم مع ايميليا التي استلقت بتعبٍ على سريرها الواسعِ، الاغطية الحريرية ذاتُ اللون الذهبي الفاتحِ غطت مُعظم جَسدها ولم يظهر إلا واجهها المُحمر المُرهق بالحُمى، شعرها الكستنائي بشقرتهِ الداكنة كان طويلًا وقد افترشَ الوسائدَ من خلفها، وعيناها الخضراءُ العشبية الناعسة التي مع كونها غائرة ومتعبة لكنَّها لم تفقد لمعانَ السلام بداخلها، ملامحها الناعمة الدقيقة شردت في سقفِ الغرفة وقد اهتزت شفاهها الصغيرة مرددة: كنتُ اشعرُ بالاختناق اليسون!
ابتسمت بضعفٍ وأكملت وقد بدت بعضُ الدموع الندية في عينيها بدون وعي منها من أثرِ الحمى: القمر كان بدرًا وقد احببتُ الفضفضة إليهِ قليلًا.
- لقد اثلجتِ السماء بالأمسِ، الجو كان باردًا جدًا!!
- توقف الثلجُ قبلَ الفجرِ بقليل، رأيتُ البدرَ بصعوبةٍ، مختبئ خلف الغيوم ربما، لكنَّه كان هناكَ.
اقترب اليسون منها، كانت قد جدّلت شعرها البني بجديلة قصيرةٍ تنسابُ على ظهرها، بينما ارتدت فستانًا بسيطًا بلونٍ عسلي مُطرزٍ في أكمامهِ بدرجةٍ أغمق، ساعدتها على النهوضِ وأعطتها جرعة من شراب غريب يميل إلى اللونِ الأخضرِ مكررةً بإصرار: أرجوكِ لا تعيدي هذا، الكل كان قلقًا عليكِ..
- لا باس، لم يعد الامر مهمًا!
قالتها بنبرةٍ حزينة غريبةٍ ثم شكرت اليسون على مساعدتها لشربِ الدواء، عادت للاستلقاء بتعب وأدارت وجهها للجهة الأخرى تفكر ألا شيء و – لا أحدَ – يهمها لتوقف طقوسها لأجلهِ، فقد أخبرها ذلكَ الشخصُ أن تنظرَ إلى البدرِ دائمًا وتنتظرَ حضوره عندما يزينُ وجهَ السماءِ، إنّها تفعلُ ذلكَ للشهرِ الثالثِ على التوالي، تنتظر اكتمال البدرِ وتفتحُ النوافذَ منتظرةً لكنّه أبدًا لا يأتِ! لا أحدَ يهتمُ على أي حالٍ.. فلمِا يفعل هو؟!
أنت تقرأ
ضياء في قلبِ الظُلمةِ..!
Fantasyمن السهلِ أن نحبَ الضوءَ، إنّه يمثلُ الخيرَ المطلق، الصفاءَ التام! لكنَّ البشرَ غير مصنوعينَ من النور، هناكَ نقطةٌ سوداءُ تضيقُ وتتسعُ في كُلٍ منا.. من السهلِ أن نحب الضوءَ، لكن ماذا لو كانَ ممزوجًا بالظلمةِ؟! رواية عن شرف الفرسان، وحرية المتمردين...