قبيلَ منتصفِ الليلِ، وسط الغابةِ.
الأغصان المتشابكةُ تتحركُ بفعلِ رياح الخريف الباردةِ مثيرةً في النفس القشعريرة، كظِلال مخيفة تتمايلُ وتمتزجُ مع بعضها مطبقة على أنفاسِ كل من يراها، بينما تقطرُ بالماء من بقايا الأمطار التي توقفت قبل مُدةٍ قصيرة، تحتكُ اوراقها ببعضها ممتزجة بصوت عواء الذئاب البعيدة في سنفونية موحدة، الظلمةُ غطت على النَظرِ لكنّ لمعةَ السيف كانت واضحةً وهو يخرج من غمدهِ بهدوء مهلكٍ للأعصابِ، بينما تهتز مقلتا الضحيةِ بجنون، مصابًا نازفًا متكسرَ الأضلاعِ، كان يعودُ للوراءِ زاحفًا لاهثًا من هولِ الموقفِ..
- هل كنتَ تظن حقًا أنّكَ ستنجو بما فعلتَ؟!
صدرَ ذلكَ الصوتُ الهامسُ الباردُ المهددُ من الشابِ الذي يرفعُ سيفه من علوٍ ينظرُ لخصمهِ باحتقار، بينما يتقدم منه بخطواتٍ بطيئة، جعلت الرجلَ أمامه يصرخ ذعرًا هاتفًا وهو يرفع كلتا يديهِ: اسمعني ارجوكَ، أعطني فرصة لأشرحَ..
- تشرح.. خيانتكَ؟!
قالها الشابُ الأشقرُ المتشحُ بالسواد يبصق كلماتهِ في وجهِ الأخرِ مكملاً: ستعرفُ الآن جزاءَ ما فعلتَ..
- آليـــكس..
التفتَ الشابُ الأشقرُ للوراءِ حيث ناداه صاحبه الثاني، شابٌ أخرُ مماثل له في العمرِ بعينين زرقاوين حادتين، يهمس من بين أسنانهِ بحذر: يبدو أنّ لدينا رفقة..
عقد المعني حاجبيهِ وهو يبصرُ شابين أخرينِ يقفانِ قربَ عربةٍ مربوطةٍ لحصانٍ ينظران بعينين متسعتين وجلتينِ من هول ما يحدث، كان أحدهما يتمتمُ بصدمة: ماذا يجري هنا؟!
ليصرخَ فيهما الضحية بيأس هاتفًا برجاء: ساعداني.. أرجوكما.. ساعداني...!!!
.
.
.
أنت تقرأ
ضياء في قلبِ الظُلمةِ..!
Fantasíaمن السهلِ أن نحبَ الضوءَ، إنّه يمثلُ الخيرَ المطلق، الصفاءَ التام! لكنَّ البشرَ غير مصنوعينَ من النور، هناكَ نقطةٌ سوداءُ تضيقُ وتتسعُ في كُلٍ منا.. من السهلِ أن نحب الضوءَ، لكن ماذا لو كانَ ممزوجًا بالظلمةِ؟! رواية عن شرف الفرسان، وحرية المتمردين...