الفصلُ الأول || لهبُ البداياتِ..!

110 6 75
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


ضِـــــــــــــياء

[ مررتِ الفتاةُ أناملها الدقيقةَ على غلافِ ذلكَ الكتابَ العتيقَ الضخمَ متعطشةً للمعرفةِ، إنّه حاوٍ على أسرارِ الطاقةِ وجميعِ خباياها، فتحت صفحته الأولى فطالعتها تلكَ الجملةُ المكتوبة بالخطِ العريضِ: "قبلَ أن تتمكنَ من الاحساسِ بالضـــوءِ، يـــجدرُ بـــــكَ أن تتخطى الظــلامَ أولاً". ]


.

.

قبل حادثةِ الغابةِ بيومٍ واحد.. قرية إيفـــــــــــوري، صباحًا.

السماءُ بوشاحها الأزرقِ مزينةٌ بغيومِ قطنيةِ كسربٍ وديعٍ من اللونِ الأبيض الناصعِ، احتضنت بينَ اضلعها أشعةَ الشمسِ بجوٍ خريفي معتدلِ البرودةِ، تراقصت أغصانُ الأشجارِ المنتشرة في ثنايا المدينةِ بحركة الرياح القويةِ، ناثرة أوراقها الصفراءَ المحمرة الجميلةَ في الساحةِ وعلى الطرقات.

في مدينة إيفوري الصغيرة قريبًا من العاصمةِ في مملكةِ رايتــــــــــــــــوريكا، ذاتِ الطرازِ المعماري البسيطِ والمنازل بالقرميد الأحمر، كانتِ الحياةُ قد دّبت في اسواقها وشوارعها المختلفةِ، يَفتحُ الباعةُ متاجرهم في الصباحِ الباكرِ مستبشرين برزقٍ وافرٍ اليومَ، بينما حرّك الباعة المتجولون عرباتهم استعدادًا لنهارٍ طويلٍ من العملِ المثمرِ.

سارَ ذلكَ الرجلُ العجوزُ ذو اللحيةِ البيضاءِ الخفيفةِ منحني الظهرِ بخطواتٍ بطيئةٍ قاصدًا دكانَ الحدادةِ الخاص بهِ، بحاجبين معقودينِ وشفاهٍ مزمومةٍ ضيقةٍ التفت حولها التجاعيدُ، كان مزاجه واضحًا فتجنبَ المارونَ السلامَ عليهِ اتقاءَ عصبيتهِ ونزقهِ، يحملُ في يدهِ حقيبته الجلدية القديمة بأغراضهِ الخاصةِ.

التفّ حولَ الشارعِ حتى وصلَ إلى وجهتهِ، ورشة الحدادةِ المختصةِ بصناعة أنواعِ الاسلحةِ المختلفة، لكنَّه تفاجأ ببابُ الدكانِ المفتوحِ على مصراعيهِ على غير العادةِ!

ازدادَ انعقادُ حاجبيهِ الكثينِ استغرابًا ثم ولجَ بخطواتهِ الثقيلةِ إلى الداخلِ أخيرًا، غرفة الدكانِ كانت أدفأ بكثير من الجو خارجه، باعمدتها الخشبيةِ وجهاتها الزاخرة بمختلف أنواع الأسلحة، من السيوف المعلقة على حيطانها إلى النبال المرتبة في سلالها بجانب أقوسها المائلة، إضافة إلى كل السكاكين والخناجرِ والحبالِ والمصائد المتعددة، حتى الخرائط أخذت مكانها بين رفوف الدكان مع عددٍ لا بأسَ بهِ من السجلاتِ والأوراق الصفراءِ المبعثرة، أما باقي الأدوات فقد اختبأت بين الرفوفِ المتعددة تنتظر من يشتريها.

ضياء في قلبِ الظُلمةِ..!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن