part 02

66 11 2
                                    

بعد خمسة أيام من الانتظار والترقب، وصل ملك تايهونغ أخيرًا إلى القصر الملكي، مرفوقًا بحارسين على أحصنتهم. كان المشهد مثيرًا؛ فالتكتيك الملكي في الترتيبات وتنظيم الاستقبال أضفى طابعًا من الجدية والاحتفاء على الزيارة.

استقبل الجد جيني بابتسامةٍ دافئة، بينما نزل تايهونغ من حصانه، متوجهًا نحو الجد. تبادل الاثنان التحيات باحترام، حيث احتضن تايهونغ الجد ببرودة، مظهراً احترامه وتقديره لشخصه.
فور دخول ملك تايهونغ إلى القصر، استقبله مجموعة من الخدم الذين انحنت رؤوسهم احترامًا. قاد الجد تايهونغ إلى غرفة المجلس الملكي، حيث كانت جيني في انتظارهم.

عندما دخلوا الغرفة، تبادل تايهونغ وجيني نظراتٍ باردة، تعكس المشاعر المتوترة بينهما. جلس تايهونغ على مقعده، مظهرًا غرورًا واضحًا، وضع سيفه بجانبه كرمزٍ لقوته وهيبته.

وضعت الخادمة الشاي أمامهم، لكن الصمت كان هو السائد في المكان. انتظر الجميع بفارغ الصبر بداية النقاش الجاد.

"إذن، الحل هو الزواج." نطق تايهونغ بصوتٍ مزيجٍ من الاستهزاء والغرور، كما لو أنه كان ينتظر هذه اللحظة ليعبر عن بروده.

كانت كلماته تحمل في طياتها تحديًا خفيًا، مما جعل الأجواء أكثر توترًا. جيني، رغم هدوئها الخارجي، كانت تتأهب للرد، مستعدةً لمواجهة كل تعقيدات هذا الاتفاق الجديد والتفاوض حول تفاصيله بأقصى درجات الحذر.
بثقةٍ وهدوء، ردت جيني على تأكيد تايهونغ، محاولةً الحفاظ على موقفها القوي رغم استهانته: "نعم، كما قُدِّم، الزواج هو أحد الحلول المقترحة لإنهاء النزاع بين المملكتين. ولكن لا بد من مناقشة جميع تفاصيل هذا الاتفاق والتأكد من تحقيق مصالحنا المشتركة."

تنفست جيني بعمق، ثم تابعت: "قبل أن نتطرق إلى التفاصيل، أود أن أسمع منكم كيف ترون إمكانية تحقيق هذا الزواج. ما هي شروطكم وضماناتكم لضمان نجاح هذا التحالف؟"

أخذ تايهونغ رشفةً من الشاي، وسحب سيفه بلطف، موجهًا نظره نحو جيني. كان واضحًا أنه يرغب في التحكم في زمام الأمور، وقد أظهر ذلك بوضوح في تصرفاته. "قبل كل شيء، يجب أن نتأكد من أن هذا الزواج سيكون له تأثير إيجابي على كلا المملكتين. نحن بحاجة إلى ضمانات من جانبكم أيضًا، لضمان تحقيق الأمان والاستقرار لكلا الشعبين."

ثم أضاف بحدة: "يجب أن نتفق على بعض النقاط الأساسية، مثل كيفية توزيع السلطة، وشروط التعاون بين المملكتين بعد الزواج، وضمانات حماية مصالح كل طرف."

استمعت جيني بعناية، وأدركت أن نجاح المفاوضات يتطلب قدرًا كبيرًا من الدبلوماسية والحكمة. رفعت نظرتها إلى تايهونغ وقالت: "أتفهم تمامًا مخاوفكم. نحن مستعدون للنقاش حول هذه النقاط بعقل مفتوح، مع التأكيد على ضرورة وجود شروطٍ واضحة ومقبولة للطرفين."

تَحـْتَ سَيْفِي وَ سُلْطـَآنِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن