part 6

48 6 2
                                    

.استدارت جيني من المكتب، وخرجت بخطوات واثقة، وكأنها تسير على أرض ثابتة بينما العالم من حولها يتداعى. كانت عينايها مليئتين بالبرود والقسوة، كل خطوة تحمل في طياتها ثقل الخطة التي اكتملت. اتجهت إلى جناحها، حيث كانت سيدرا وروزي بانتظارها، كلتاهما تراقبان الباب بقلق، تتساءلان عن النتائج.

فور دخول جيني إلى الغرفة، نهضت كل من سيدرا وروزي وسألتها عيناهما المترقبتان: هل انتهت الأمور كما خططت؟ هل أكملت ما بدأته؟.

ابتسمت جيني ببرود، ثم رفعت يدها بطمأنينة: "إنه الآن يتألم في صمت، ما بين الموت والحياة. أدعو ألا يتدخل أحد لإنقاذه."

سيدرا، التي كانت مشدودة، نظرت إلى جيني بعينين مليئتين بالخوف والقلق. ثم تمتمت بصوت خافت: "لكن مولاتي... ماذا لو علموا بما فعلنا؟ ماذا لو اكتشف أحدهم؟"

استدارت جيني ببطء لتواجه سيدرا، بينما كانت تغسل يديها ببطء من دماء تايهونغ، وكأنها تتخلص من بقايا الخيانة. نظرتها لم تتغير، كانت ثابتة وواثقة كما كانت دائمًا. ثم قالت بهدوء:

"عزيزتي سيدرا، لا داعي للخوف. لن يعلم أحد بما فعلته. كل خطوة كانت مدروسة بعناية. أنا لا أترك شيئًا للصدفة. كل تفصيل صغير تم التخطيط له بدقة. تايهونغ لن يشكل أي خطر بعد الآن."

نظرة سيدرا امتلأت بالتردد، لكن كلام جيني كان كافيًا لتهدئتها. ارتاحت قليلاً، لكن القلق لم يغادرها بالكامل. أما روزي، فظلت صامتة تراقب جيني وهي تغسل يديها، غير قادرة على إخفاء الإعجاب بمدى برودتها وثقتها بنفسها، رغم الظلام الذي كان يحيط بكل ما يحدث.

مرّت ثوانٍ فقط قبل أن يسمع الجميع صوت فوضى في أرجاء القصر. تحرّكت روزي بسرعة لتفقد ما يحدث، وقلقها بدأ يتصاعد مع كل خطوة تقترب بها من مصدر الضجة.

عندما وصلت إلى المشهد، رأت الجميع متجمعين حول تايهونغ، الذي كان مستلقيًا على الأرض، جسده مرهق وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة. كان الطبيب بينهم، يحاول يائسًا إنقاذه. أصواتهم كانت مضطربة، الخدم والحرّاس كانوا يتحدثون فيما بينهم، والقلق يسيطر على الأجواء.

روزي، بحذر، اقتربت أكثر، لكن قلبها بدأ يخفق بسرعة. لم يكن من المفترض أن تسير الأمور هكذا. ما كان يُفترض بأحد أن يجده قبل أن يكون الأوان قد فات. نظراتها بحثت بين الحشود عن جيني، لكنها لم تكن هناك.

تايهونغ، بين الحياة والموت، بدا وكأنه يقاتل للاستمرار. كان الطبيب يحاول إيقاف النزيف، والآخرون يحاولون تنظيم المكان، لكن الفوضى كانت سيدة الموقف.

في تلك اللحظة الحاسمة، كانت جيني تنهي تجهيز سيدرا للهروب من القصر. جعلتها ترتدي ملابس الخدم التي كانت تُخفي معظم ملامحها، بحيث لا يظهر سوى عيناها المليئتان بالقلق والخوف. بعد أن تأكدت من إخفاء هويتها تمامًا، قدّمت لها حصانًا سريعًا.

تَحـْتَ سَيْفِي وَ سُلْطـَآنِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن