part 04

76 9 3
                                    

بعد مرور يومين من التحضيرات المكثفة، اقترب موعد الزفاف. القصر أصبح مليئًا بالضيوف من كل الممالك المجاورة، وبدأ الجميع يتحدثون عن التحالف الكبير بين مملكة جيني ومملكة تايهونغ. الخدم يعملون بلا توقف، والجنود منتشرون في كل مكان، يحافظون على النظام والأمن.

في صباح يوم الزفاف، استيقظت جيني قبل بزوغ الشمس. كانت تشعر بثقل كبير في قلبها، كأنها تقف على أعتاب مصير مجهول. ارتدت ثوبها الأبيض الملكي، المطرز بخيوط ذهبية دقيقة، ووضعت التاج الملكي على رأسها. كانت تبدو كأنها رمز للقوة والجمال، لكن في داخلها كانت هناك دوامة من المشاعر المتناقضة.

في الجناح الآخر من القصر، كان تايهونغ يستعد بدوره. ارتدى بدلته الملكية البيضاء، ووقف أمام المرآة للحظة. كان يفكر فيما سيحدث بعد هذا اليوم. هو يعرف أن الزواج من جيني سيكون بداية لصراع جديد، لكن هذه المرة ليس بالسيوف والجنود، بل بالنفس والعقل.

وعندما دقت الساعة لإعلان بداية الحفل، التقت أنظارهم مرة أخرى، وسط حضور الملوك والنبلاء من كل حدب وصوب.

عندما التقت أعين جيني وتايهونغ في تلك اللحظة الحاسمة، كانت القاعة الملكية تغمرها الأضواء الذهبية والشعور بالرهبة. ارتفعت أصوات الأبواق الملكية، معلنة بدء المراسم. الضيوف، من ملوك وأمراء ونبلاء، وقفوا في صمت بينما كان الملكان يسيران نحو المذبح.

تايهونغ سار بخطى ثابتة وواثقة، بينما جيني شعرت بكل خطوة وكأنها تثقل قلبها أكثر. لم يكن في ذهنها سوى تلك المشاعر المتناقضة التي تدور بين الحزن على والدها والكراهية لهذا الرجل الذي ستتحد معه في النهاية.

كان الكاهن يقف في منتصف القاعة، مرتديًا ثيابًا بيضاء مزخرفة بالذهب. بدأ المراسم بالكلمات التقليدية، فيما كانت العيون تراقب الملكين المتوترين. تايهونغ لم يستطع إلا أن يتابع جيني بنظراته، كانت جميلة بشكل لا يوصف، لكن نظرتها الباردة والغير مبالية كانت تشعره بالإهانة والتحدي في الوقت ذاته.

"نحن هنا اليوم لنوحد مملكتين من خلال هذا الزواج المقدس..." بدأ الكاهن، لكن جيني لم تكن تستمع، كانت أفكارها تتسابق. كل ما تريده هو أن تنتهي هذه المراسم بسرعة.

عندما حانت اللحظة لتبادل الوعود، التفتت جيني لتواجه تايهونغ. كانت عيناها مليئتين بالتحدي، لكن تايهونغ لم يستسلم، بادلها النظرات بثبات.

"هل تقبلين بالملك تايهونغ زوجًا لك، متعهدة بحمايته والوفاء له؟" سأل الكاهن.

ترددت للحظة، شعرت وكأن الكون كله ينتظر ردها. نظرت إلى تايهونغ ببرود، وقالت بصوت ثابت: "أقبل."

تَحـْتَ سَيْفِي وَ سُلْطـَآنِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن