توافقٌ نادر

27 5 1
                                    

البارت الثامن :

لِنذهب، أنا سأكونُ بجانبك و أدعمُك ♥️

تفاجئ، إنصدم، تردَّد لكن عيناها أجل، الشيئ الذي غفل عنه و مازال لم يُدركه رغم أن الجمِيع أخبره، أن لحظة إنتِهاء العاصفة، لا يتذكرُ الإنسان كيف نجى مِنها، لا يتذكر كيف تدبَّر أمرهُ لينجوا مِنها، و لن يُدرك هل إنتهتِ العاصِفةُ أم لا، سيكونُ مُتيقِّنا من أمرٍ واحد فقط، حين يخرجُ مِنها، لن يعود ذات الشخصِ الذي دخلها، و لهذا فقط وُجِدت العاصِفة،

إزدادَ تعلقاً بها، هل أنتِ متأكدة ؟ مُمسكاً بيديها،

أجل، أنا بيتِي حيثُ أنت، لا يُهمني المكان يكفينِي أن أبقى بجانِبك، و هكذا إنطلقت طائرتُهما يومين قبل تلك الأمسية نحو القسطنطينيَّة 🛫

إسطنبول ♥️

هي مدينة تركيَّة عُرِفت باسم القسطنطينيّة سابقاً، كما عُرِفت باسم بيزنطَة أيضاً، فقد كانت عاصمة الإمبراطوريّة البيزنطيّة القديمة،

تعرَّضت هذِه الأخيرة عبر التاريخ إلى العديد من الزلازل، وأعمال الشغب التي أثَّرت على بنيتها فنجِدُها تشتمل على العديد من الطُّرق التي تمرّ عبر الأحياء التاريخيَّة العريقة، بالإضافة إلى الزِّقاق غير المُعبَّدة التي تحيط بالمنازل الخشبيَّة القديمة، ومع تطوٌر المدينة بقيت هذه الأزقة والمنازل الخشبيَّة لتتعايش مع حاضرها الحديث،

كان يمان قد جهزَّ إحدى الشُقق بِمساعدة والده الذي أصرَّ ألا يبقيا في الفندق، كانت قريبةً جداً من مضيق البوسفور و إطلالتُها رائعة، بعد أن أفرغت الحقائب و إنتِهائها من الإستِحمام، سقطت أشيائها على الأرض و غرقت بالمياه، لم تجِد غيرَ قميصِه لكي ترتديهُ بعد أن وضعه هو بسلة الغسيل،

تسلَّلت ببُطئ و قد كان يقرأ أحد كتبه ليضعهُ جانِباً بعد وصلت رائحتها العطِرة له، دقَّ قلبُهُ لمنظرِها الذي أثار رُجولته، شعرُها المُبلَّل، قميصُه الأبيض الكاشف لتراسيمِ جِسمِها، إقترب مِن الخلفِ ووضعَ يديهِ على خصرِها، أحست برعشةٍ تسري بجسَدِها،

أمسكتكْ، قائلا بصوتٍ خافِت عند أُذنِها،

كانت تودٌ الإفلات منه لكن قامَ بإدارتِها دون تركِ المجالِ لها لنطقِ كلمةٍ واحدة، إنقضَّ على شفتيها يُقبِلها قبلاتٍ نارية لتدخل هي الأخرى أصابِع يديها في شعره الكثيف من الخلف تُبادِله، توقف قليلا ليتركها تأخذ نفساً ثم قامَ بحملِها للسرير ليبدآ ليلةً جامِحة أُخرى تحت أنغام موسيقى اللَّهيب 🔥

خُذنِيي و إفعلي بي ما شِئتِ،

دق، دق، دق

صوتٌ طرقِ على الباب، لم تُرِد الفتح مباشرة و لم يكن أيضا لأولئك الرجال صبر فكسروه، أمسكها أحدهم و ألصقها مع الحائط يدُه على عُنُقِها،

آلم الحب 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن