آلم الحب 🥀

محبوبتي مغرورةٌ لا تُهزمُ

البارت الرابع :

فأجابة بأول جملةٍ قالها هو بعد أن عاد بعد غيابِ أربعِ سنواتٍ و ثلاثة أشهر،

سحر : يمان كيف حالك  ؟

إِن أردتُ أن أَصِفه، فقد رأيتهُ،

رأيتهُ و حاله يشكوا الهزال، فنشئ بيننا حديثٌ بدون كلام، سألتهُ من ذا الذي جرح الفؤاد و مزقه، من ذا الذي قطع الزيارة و الوِصال، و أذابَ جِفنكَ في اللَّيالي و أرَّقه، هَجرَ الحبِيبَ و دمعُ عينيكَ أغدَقَه،
فأجاب، جرَّبتِ أنتِ الكَيَّ قبلي فلا تسأليني مواجِعهُ، أيكتُبُ النصَّ من يَبكي كمن عزفا ؟ دهرٌ قد مرَّ بي، دهرٌ قد مرَّ فمن للموتِ قد إقتربَ، كنتُ أمشي و لا ضوءَ إلا ضوءُ غائبةٍ، لا ضوءَ خارجاً ولا في داخلِ النَّفقِ، أمشي و قلبي عليكِ محترِقٌ، من أينَ للعاشِقِ قلبٌ غيرُ مُحترقِ ؟

آه من الحبِّ هذا كيف لَعِبَ بي !
ما بينَ موتٍ و موتٍ،   لعبةُ الورقِ،

لم أجِد، لمْ أجد مِثْلكِ من يبلِّغُكِ أني مُتْعبُ، و الشوقُ في جَنَباتِ قلبي يلعبُ، من ذا يُبلِّغُكِ بكل بساطةٍ أني بدونِ وجودِكِ أتعذَّبُ،

في قريتي،

في قريتي، ما بين أهلي و أحبابي هنا، لكن من دونِكِ أتغرَّبُ، يا ليتنا عن كلِّ عينٍ نختفي و يضمٌنا دون الخلائِقِ كوكبُ،

إرتمينآ في الأحضان و إستسلمنا للبكاء الشديد، طوقَها بذراعيه يشدٌ عليها بقوة، يخافُ أن يأخذها أحد منه، يخافُ أن تُفلِتَ منهُ و تبتعِد، شهقاته لا تنفكٌ عن هزِّ جسمِه الجاف الذي يريدُ أن يَرتوِي بلمسِها، هَمَسَ لها،

أبكِي، أبكِي عليكِ أم أبكي على نفسي، أم أبكِي على ما ضاع بدونكِ من أمسِي، أم أبكِي على دُنيا أشبعتنِي ضرباً دون لمسِي، لم أتمنى البكاء يوماً، و لكن بُعدُكِ أبكاني،

إبتعدآ عن بعضهما قليلا فبدأت تتحسس جروح وجهِه التي آلمتْ قلبها، يجبُ أن نعقِّمها هيا تعال، أغلق عينيه و ألصق جبينهُ بجبينها يمسحُ دموعها الساخِنة،

أنتِ أتيتِي، هذا لا شيئ،

ساعدتهُ على النهُوض، دَعْني أُسنِدك، أخذت ذراعهُ و لفَّتها حول عنُقِها، دعنا نذهبُ من هنا، ركِب معها السيارة بإتجاهِ الهضبة، بقي يسترقُ النظراتِ لها و يبتسِم، لا يوجدُ خاتمٌ بيدِها،

أخبرتها كيراز أن يمان سمِع المحادثة، فعلِمت أنهُ سيسيئُ الفهم، كل ما في الأمر أنها ساعدت سيدة و إبنتها بينما كانت بالطريق للقرية ، كانت لهم نفس الوجهة فلم تُمانِع فقد كانتِ الأم كبيرة في السِن و عندما تحدثت الفتاةُ لوالدتها في المقعد الخلفي ضن يمان أنها تقصد سحر،

أَوَ يضنٌ أنِّي قد أميلُ لغيرِهِ، إِنِّي و قلبي بإِسمِهِ مكتوبُ، أنا ما شرِبتُ الحبَّ إلا مرَّةً، و الكلٌ بعدكَ كأسٌهُ مسكُوبُ،