بين لقاء و شوق، ولادةُ الكُره

147 12 1
                                    

البارت الأول :

كانت أمنيتي الوحيدة، أن تكون حياتي فارغة و مليئة بك أنتَ وحدك، لم ألحظ أني كنتُ مصدر إزعاجٍ لك فسامحني، ذهبت لكن اليوم لأكُن أنا من سيذهب،

قصتنا تأخذنا لقرية أزنغول التي تقع جنوب شرقي مدينة طرابزون التركية، المعنى الحقيقي للحياة الهادئة، عيني فتاتِنا سحر تجسيدٌ للإخضرار الطبيعة هناك و مثالٌ يقدمه أساتذة القرية دائما لتلامذتهِم عند تدريسهم للألوان،

دق جرس المدرسة فكان والدها في إنتظارها لإيصالها للمنزل، لكن ككل يوم هاهي عند أول منعرج تتركه و تجري نحوه، أجل إنه هو قادم من الجهة المقابلة، حبٌ طفولتها، لم تستطع إخفاء تعلقها به، كيف لا و هي تضحي بنفسها من أجله، تسرق من مكان عمل أخيها فرات الألواح الخشبية فقط كي يمارس هو شغفه في بناء المنازل المصغرة بينما هي تنال عقابها و تبكي،

سحر : هل أنهيته ؟
يمان : أجل، أُنظري ما رأيك ؟
سحر : منزلنا جميل،
يمان : إنه مجرد منزل لا تكبري الموضوع،
سحر : ماذا سنسميه ؟
يمان : أنا من صنعته و أنا من سيختار
سحر : لكن أنا من جلب لك المعدات و أنا من نلت العقاب،
يمان : أووف، دائما تتذمرين، أنا لم أطلب منكِ فعل ذلك،
سحر : ضع إسمي و إسمكَ فوقه،
يمان : لا،

تنهدتْ بحزن بعد رؤية سعادته الكبيرة بإنهاء المجسم،

سحر : هل تود حقا دراسة الهندسة المعمارية،
يمان : أجل،
سحر بحزن : لكنكَ ستذهبُ بعيداً، بعيداً جداً عن هنا،
يمان : إنه حلمي،

شعرت بالضيق و الإستياء من بروده فقامت بخطفِ المجسمِ من يده، بقي يركض من ورائها، أعيديه لي، أعيديه سحر، أغلقت باب غرفة المكتب الخاص بوالد يمان عليها و بالصدفة بينما وتيرة تنفسها وصلت الأعالي بسبب الجري، تسقط نظراتُ عينيها على القلم، أسرعت و قامت بكتابة إسميهما، خرجت سعيدة بتحقيقها لمرادها بينما هو غاضب و ينهال عليها بالشتائم،

عائلة كريم أغلوا و عائلة كيريملي أصالة الإسم تكفي، تكونت بينهما صداقة متينة منذ القديم، كيف لا و والد سحر تلقى الرصاصة عن والد يمان بينما كان يساعده ليخطف محبوبته و زوجته الآن نظراً لرفض والديها تزويجها له، الأب يوسف و كاهَان يمتلكان جل الآراضي بالقرية، يحترمهم الجميع و يهابونهم بنفس الوقت، حتى رجال القانون بتلك المنطقة يفسحون لهم الطريق بعد الإدلاء بالتحية، جاء يبكي و يركض نحوهم و هم جالسون بالصالون،

يمان : أبي، عمي أنظر ماذا فعلت سحر بمجسمي،
سحر : لقد أصبح أجمل هكذا،

غافلها فأخذ القلم منها و بدأ بالكتابة على وجهها بينما الجميع يضحك على حالهم، أسقطته سحر على الأرض و إنتقمت منه أيضا، كان يصرخ بوجهها مطالبا بأن تتركه حتى تدخلوا بينهم،

تيك توك تيك توك تيك توك ⏰

مرت الأيام لتصبح شهور و كذا سنين، إقترب هو من التخرج من المدرسة الثانوية ليفاجئ بقرار أبيه بأن يخطُب له سحر، سحر الطفلة التي لطالما تمنى أن تصبح كنته الوحيدة، دائما يجاكرها و يتحداها أن تعد له الطعام لتنتصر هي بالنهاية رغم صغر سنها،

آلم الحب 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن