وصالٌ و لو بعد حين

59 7 3
                                    


البارت الخامس :

بعد رحيلكِ أصبحتُ أسيرُ سرحاناً أخاطِبُ ضلَّكِ، متمايلاً، متأملاً، منتظِرآ، ما كنتُ أصبُرُ في الحياةِ و إنني من أجلِ عفوِكِ، رضاكِ و كسبِكِ مستعدٌ أن أغدوا صبُورآ،

لازالت روحي لا تصدق كل هذا الخريف الذي هب عليها وحوّلها إلى أوراق يابسة ورمادية وظلت تنتظرك، أدركت بعد غيابكِ أن الشمس لازالت تشرق كل صباح والرياح تهب في كل حين، والمارّة لازالوا يمارسون حياتهم بشكل اعتيادي والصيف المحشو بذكرياتكِ يغادر وأنا وحدي أواجه كل هذا الخراب، كل شيء يسير بشكل اعتيادي إلا قلبي الذي كساه الغياب، إلا روحي التي غزاها الخريف، إلا حياتي المليئة بذكرياتك،

وعذرتهُ لما تساقطَ دمعهُ، و نسيتُ أياماً بها أبكاني، و أخذتهُ في الحُضنِ أهمِسُ له، جمراتُ دمعِك أيقضت نيراني،

أتريد قتلي مرتين ألا كفى،

فإمنع دموعك و إحترم أحزاني، لا صبر لي و أنا أراكَ محطماً يا من يجرحُ دمعُهُ أجفائي،

ورجى هو عينيَّ بعد ذلك أن تَكُفَّ دُموعُها فناشدها،

لا تدمعي 🙏

أغمضتُها كي لا تفيض فأمطرت، لأتأكد و يتأكد أني لستُ أملِكُ مدمعي، هو مرٌ علي أن أمحُوا زائراً، فكيف الذين حملتهم بين أضلُعي،

يعلمُ أن داخِلها يحترقْ، إن كانت بالنسبة له أربع سنوات من الشوق، فماذا عنها ؟  💔،

برجاءٍ قال سحر،

حرِّري ما بداخِلك، إكسري قيُود الماضي، لنمضي للأمامِ معا،  أخذ خدَّيها بين كفَّيه و إقترب، قبَّل جبينها قُبلةً طلب بها العفو، قبلةً يعِدُها أنه لن يتركَ يدها من جديد، من جديد حضنا بعضنآ قد بعثرَنآ الشَّتَاتْ، أَزحنآ الهمَّ عنَّا و الصمتَ و السٌبات، عانَيْنآ ليلاً و بَكينآ سيلاً،

أضيء ياقمر! الضوءُ ما فات.. ما فات، مالت دروبنا لكن  عدنا نهتدي، نحنُ نعم في الطريق!  وما ظللنا الجهات،

قالت له و أصابعُها تغرِزُها بقميصهِ بينما تختبئُ بصدره،

خذني من هَذا الليل وأرِح صدري وحدّثني عن يومك وليلكَ وعن جماحك وخيِلكَ وحبك القديم، هل اصبح رُفات ؟

ألا تعلم !

قد ضَعفت يوماً وتمنيتُ الممات وانت مازلت من عقلي تقتات، خذ بيِدي وحدّثني أرشدني لقلبك وعلمني الثبات، خذ بيِدي وحدّثني لا تصمت إنِيّ كرهتُ السُكات، خذ بيِدي وحدّثني أن الفرحَ لا محالة آت، خذ بيِدي وحدّثني دعني أغيظُ بنورك الظُلمات،

أخذها النومُ على صدره بينما يراقِبان النجوم، ناما على العشبِ نعم، البرد ؟ ألا يكفي دفئُ قلبيهما تحت البطانية ؟ متعبان ؟ نعم، لكن يا لها من ليلة، ليلة فضفضآ كل ما بداخِلهما، ليلة الخلاص من تبعياتِ الماضي، أشرقت الشمسُ عليهما لتعلِن أول يومٍ لهما كحبيبان، إستيقظَ أولا ليلحظها، رفع خصلات شعرها المبعثرة و دفن رأسه بشعرها يستنشِق عبيرها، ما قيمةُ الوردة إن كانت بلا عِطر، و ما لذَّةُ الليل إن كان بلا فَجر، و ما لذَّةُ الوقت إن لم تكوني معي لآخرِ العمر،

آلم الحب 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن