الإهداء : إبتـدأت بـصدفـة وانـتهت بإلهـام

595 63 189
                                    

إبتـدأت بـصدفـة وانـتهت بإلهـام " الإهـداء "

﴿ فصل خارج الرواية ﴾

﴿ بعد بســم اللَّه الرحمـان الرحيـم

و أطيبُ الصلاةٍ و السَلام على أشرفِ المُرسلين سيدنا و حبيبنا مُحَمَد تدومُ إلى يَومِ الدِين ... فردِدها لعلك تأجر و لو بالشيء اليسير

خطَطتُ هذِه الكَلِمَات و لم أرَى نُور سِواهَا أو يشغَل فِكرِي شَيءً عَدَاهَا بِنفسِ الرَونَقِ و الصّدى القوي

مره زَمنٌ منذ الأمر ولم أستَطيع النسيان ، ربما سنةٌ أو سنةٌ ونصف .. فلعل اللَّه أتاح لي تلك الفرصة من أجل أن أكتُب لكم اليوم فهلا منحتني بعضاً من وقتك ، وإن كُنت تريدُ التخطي فلن أمنعك لكني على يقين .. لا بل تأكد أنك سترجع مرةً أخرى وتقرأ هذا الحديث ، أما أنتِ يا غاليَّتي فلتعلمي أن ما تقرئينه بمثابة هديةٍ لك ولا أظن أنه سيوفي حقك عليّ فإقبلي مني كلماتٍ الشكرٍ هذه و أصغي إلى ما سأرويه

كنت أجلس كعادتي في الحافلة أنتظر متى ستنطلق توصلني إلى بيتي بعد دوام طويل في المدرسة
كان بالفعل آخر يوم دراسي مثل ما أذكر ، وبجواري تجلس تلك الفتاة التي تكبُرني في العمر لم أعلم عنها الشيء الكثير سوى أنها كانت تتابع الإنمي مثلي ولها حب كبير في الروايات وشغف في قراءتها ، لطالم تبادلنا أطراف الحديث في الحافلة كأشخاص عابرين فلا لقاء لنا سوى هناك
كانت تمسك هاتفها المحمول بين أناملها وتضغط على الشاشة ساحبة باستمرار ، رفعت رأسي محاولة أن يختطف بصري شيئً مما تراه لتدير بصرها نحوي و تمرر لي الهاتف طالبةً من القراءة بإبتسام

أصِبتُ بالتعجب للحظة لكن بمَّا أنَّ الفضول سيطر عليّ ولا أمتلك هاتف في الوقت الحاضر ولا حتى لي درايه بمواقع الروايات وغيرها قررت أن أقرئها ، ما هيا أردفت تراقبني بإبتسام كأنها تدري ما ستراه

وقعت عيني على شيء يصعب علي وصفه .. سحرٌ خفي غمرني حتى النخاع ، تلك الكلمات كانت كفيلة بسردها ووصفها و قصتها أن تفصلني عن الواقع تماماً ولم يعد فكري إلَّا في شيء واحد.. يجب أن أسرع بالقراءة قبل أن أصل للمحطة

تناسيتُ أمر الفتاةِ بجانبي تماماً و أنَّ ما في يدي هو هاتفها أو حتى أنتبه أنَّ الحافلة أقلعت نحو مسارها فقط تلك الكلمات لا غير ما كان بعالمي

فجأة سمعت صوت السائق ينادي
< هل من شخص سينزل من الحافلة >
لأدرك أن الحافلة ستنطلق ونحن الأن في وجهتي
وضعتُ الهاتف على عجل في حجرها و نزلت نسرعةً ،ثم أدرك إغفالي عن أمر مهم ... لم أقرأ إسم الرواية!!

الخـادم الـدموي || Bloody Butler حيث تعيش القصص. اكتشف الآن