ضرب بيديه على سطح المكتب بغضب ثم انتصب واقفا وهو يصيح بصوت عالى:
- أنت مرفود روح على الحسابات وخد باقى مستحقاتك ومشوفش وشك هنا تانى
رد عليه بسخرية واضحه قائلا:
- مرفود مرفود يعنى طالع من الجنه ياخى
وخرج من مكتبه وهو يزفر بغضب ويسبه فى نفسه ، استقل المصعد ليتوجه نحو مكتب الحسابات ليأخذ باقى مستحقاته ويذهب من هذا المكان الكئيب الذى يبعث فى روحه الشعور بالغضب والضيق .
بعد ان انتهى توجهه نحو مكتبه ليأخذ اشيائه وحقيبة عمله ويودع اصدقائه وينطلق بعدها نحو المنزل .
فى منطقة لاتعتبر شعبية أغلب قاطنيها من الطبقه المتوسطة او أقل كان يمشي على أول الشارع الذى يقطن فيه ، وما ان ادرك دكان تصيلح السيارات حتى اقترب منه قائلا:
- ازيك يا عم مرعى
اجابه بتعجب قائلا:
- الله انت ايه اللى مرجعك بدرى كده
اجابه بضيق ممزوج ببعض الراحه:
- اترفدت
وتركه وسط ذهوله وانطلق نحو بنايته التى يسكن بها .
قال عم مرعى بطرافة:
- هو الواد ده كل شوية بيترفد ده جتته نحست من الرفد انا خايف اشغله معايا فى الدكانه اقوم رافده
فتح باب الشقة ودخل ثم اغلقه من خلفه ليسمع صوت والداته وهى قادمه من المطبخ تقول:
- مين اللى برا
وما ان خرجت ورأته حتى شهقت قائلة بدهشة:
- أنس!
تابعت والدته فى ذهول:
- ايه اللى مرجعك بدرى يابنى حصل حاجه
وضع حقيبته باهمال على الطاولة وجلس ليتنهد قائلا:
- اترفدت يا أمى
شهقت فردوس قائلة:
- لا حول ولا قوه الا بالله ليه يا بنى حصل ايه
قال بغضب وهو يشير بيده في حركات عصبية:
- دى عالم ظالمة ومتعرفش ربنا يعنى انا يطلع عينى وانزل المواقع فى الشمس واتبهدل وفى الاخر كل شوية ياخدوا من مرتبى عشان يدوا اللى قاعدين فى مكاتبهم فى التكييف ومبيشتغلوش ده ايه الشركه الغم دى
حزنت فردوس على حال ابنها فهى تعرفه جيدا مثل والده لا يتحمل الظلم ويقول الحق حتى لو تسبب ذلك فى رفده، جلست جواره وهى تربت على كتفيه قائلة:
- ولا تزعل نفسك يا حبيبى بكرة ربنا هيرزقك شغلانه احسن منها وهيعوضك
قال بحزن وتلك التنهيده الحارة تخرج من جوفه:
أنت تقرأ
لعلنا نلتقي
Romanceفي يومٍ ما ، في شهرٍ ما و في عامٍ ما، في مكان في ذلك العالم الواسع سنلتقي ! سأبث لك أشياقي طوال تلك السنوات التي ظللت بها علي قيد الحياة بالرغم من طعن الحياة لي بخنجر غيابك ! سأواسي نفسي بتلك الكلمات كي لا أستيقظ من ذلك الحُلم الجميل علي مرارة غياب...