وقفت أمام المرآه تعدل من وضع حجابها ثم اخذت بعض الكتب لتدسها فى حقيبتها، فُتح باب الغرفه لتدخل منه والدتها ( زينب ) وتقول:
- انتى نازلة الدرس يا سارة ؟قالت سارة بهدوء وهي تكمل تحضير حقيبتها:
- ايوة يا ماما محتاجه منى حاجه ؟
ردت زينب:
- مش قولتى ان ضحى هتيجى تقعد معاكى شوية
تحدثت سارة بنبرة يشوبها الضيق وهي تختصر:
- ومجتش يا ماما اعمل ايه اجيبها غصب عنها
- طب راحت معاكى امبارح الجامع ؟
ردت بنبره سخرية جلية:
- لا اول ما شافت اميمة جريت عليها كالعادة
تنهدت زينب و مسحت على رأس ابنتها وهي تواسيها و توصيها:
- معلش يا بنتى خليكى وراها ولا انتى ناسية ان فردوس موصيانا عليها ، مش عايزين يا بنتى نسيبها للى اسمها اميمة دى لتضيعها وتضيع مستقبلها
ردت بشفاه مهزوزة وهي تكتم عبرات عينيها:
- يا ماما انا فعلا بحب ضحى ومعرفش حد غيرها هى وطنط فردوس من ساعه ما اتولدت ، واتمسكت بيها اكتر لما طنط فردوس وصتنى عليها بس انا بحس انها مش بتحبنى ولا بتعتبرنى صاحبتها وجارتها
قالت زينب باشفاق على حال ابنتها وهي تربت على كتفها بحركة مواسية:
- بس انتى بتحبيها وبكرة هتعرف وهتفهم مين الصاحب الكويس اللى هينفعها ومين لا، خليكى معاها يا بنتى وانصحيها
مسحت سارة الدمعة التى سقطت عنوه من عينيها وقالت:
- حاضر يا ماما انا اصلا مش ناوية اسيبها، ضحى دى صحبتى واختى.
__________________________________
- أمى يا أمى انتى فين ؟
صاح بها انس وهو ينادى على والدته التى خرجت من المطبخ مهرولة بخضة وهى تقول:
- في ايه يا انس خضتنى اختك جرالها حاجه ؟
نطق بإبتسامه واسعة وعيون تلتمع بها الفرحة:
- اتقبلت يا امى قبلونى فى الشركة وهبدأ شغل من بكرة
وضعت فردوس يدها على قلبها براحه و برضا يملئ قلبها رددت:
- الحمد لله ياما انت كريم يارب احمدك واشكر فضلك، مبروك يا حبيبى ربنا يرزقك يارب
قبل أنس يدها و تابع:
- ربنا يخليكى ليا يا أمى كل ده بفضل ربنا فى الأول وبعدين دعواتك لياأنتشل مسامعهم صوت جرس الباب فقالت فردوس وهي تشير نحو المطبخ:
- روح افتح الباب لحد ما اشوف الاكل اللى على النار
أنت تقرأ
لعلنا نلتقي
Romansaفي يومٍ ما ، في شهرٍ ما و في عامٍ ما، في مكان في ذلك العالم الواسع سنلتقي ! سأبث لك أشياقي طوال تلك السنوات التي ظللت بها علي قيد الحياة بالرغم من طعن الحياة لي بخنجر غيابك ! سأواسي نفسي بتلك الكلمات كي لا أستيقظ من ذلك الحُلم الجميل علي مرارة غياب...