١
ڤيرولين
الجزء الثاني من روايه رحماكي
أسما السيد
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(العمر الضائع)نزلت الدرج ببطئ ببجامتها التي تتأرجح بين النوعين،ملابسها التي يبتاعها لها راضي سرا،تتلفت يمينا ويسارا،كعادتها، منذ نضجت وبانت مفاتنها
وهي تخشاهم،وتخشي رؤيتهم،لولا وجود راضي وسيف معها،لقتلوها منذ زمن
يخفون ضعفهم وخطأهم الذي لا يغتفر بحبسها وقهرها
خطت قدمها أخيرا لباب المطبخ،جائعه هي بشده،ولا احد منهم هنا ليهبطا معها..
هم امانها،وخصوصا هو،راضي يغيب بالشهور ولا احد يعلم عنه شيئا
أكثر ما يخيفها هنا هي جدتها
جدتها حميده،امرأة شريره بماتحمله المعني من كلمه،كارهه،ناقمه علي الكل
تتفنن في تعذيبها وتقريعها بالكلام،ماذنبها هي فيما ارتكبوه هم بحقها..
ماذنبها ليعنفوها،ويكرهو رؤياها
سالت دموع عيناها، وهي تفتح الثلاجه وتجلب احدي الاطباق،مدت يدها ودست بضعا منه بفمها تمضغه ببطء
هي تأكل لتبقي علي قيد الحياه
لا لشئ آخر
غصت وهي تتذكر مأساتها وهل تنسي؟
ماذنبها هي لتعيش منبوذه بينهم الجميع يكرهها،لا احد لها هنا،حتي والدتها السبب الحقيقي في مأساتها،لم تعد تهتم بها،تخجل منها ومن منظرها،وهي من جنت عليها بخوفها وضعفها
خوفها من ان تلد لزوجها الغضنفر ابنه اخري وان يتركها ويتزوج عليها،كما كان، يهددها
فبدلا من ان تعترف له بأنها انجبت بنتا،خافت واتفقت وخططت
وقالت ولدا
والدتها وآه منها،كم تكرهها،وكم تمقت النظر لوجهها
والدتها التي تناستها وتناست مآساتها مع اول صرخه من ولد حقيقي. أتت به
حكمو عليها بالموت وهي علي قيد الحياه لقد اصبح عمرها الان ١٧عاما،وحرموها من اكمال تعليمها،لاباسم فهد ولا باسما آخر.
غص الطعام بحلقها ولم تعد تعرف كيف تمضغه بصقته من حلقها بباسكت القمامه،واستدارت لتعود لمحبسها الانفرادي..
وغامت عيناها بصورتهم وهم يتناولون طعامهم معا،تعود لتحرق قلبها
كم تمنت ان تجلس بينهم بحريه ولا يسممونها بكلماتهم وتقريعهم لها
استدارت،لتصعد،فوجدته امامها..
شهقت بخوف،سيف..انت..
وضع يده علي فمها،ليكتم صوتها،ششش صوتك هيسمعونا..
بتعملي ايه ياقلب سيف..؟
هدأت، اخيرا وازاح يده من علي فمها،
وسألته، كنت فين ياسيف؟،انا كنت جعانه اوي..
فنزلت ادور علي حاجه اأكلها
مد يده وسحبها بحنان،طب تعالي يالا ناكل انا كمان جعان اوي، ونطلع
هزت رأسها بالرفض،لا خلاص انا كلت
نظر لها باستنكار ومد يده مسح دموعها التي تسيل كالعاده بلا إراده،مهو واضح انك كلتي
عبست وخفضت راسها،انا شبعت ياسيف،يالا نطلع انا خايفه ستك تشوفنا هنا،وانت عارف لما بتشوفك بتكلمني،بتسود عيشتي وبتقول لجدك
وانت عارف جدك هيسفرك وهبقي وحيده لوحدي
سيف بلا مبالاه،مد يده واخذ بعض من الأكلات التي تحبها هي، وضعهم علي احدي الصواني واخذها بيده،يالا ياڤيرا..
ابتسمت وقالت،لسه بردو مصمم انك، تناديلي ڤيرا..
سيف بحنان،أحلي ڤيرا في الدنيا
اسم علي مسمي
ابتسمت وغامت عيناها بذكري الاسم ومن اطلقه عليها..
flash back.