8

1.2K 72 4
                                    

٨
ڤيرولين
✍️أسما السيد ✍️

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(قطعه منك.)

بألمانيا..
ـــــــــــــــــــ
علي سطح المشفي..
بطائرته الخاصه...
هبط بطائرته.. وبزيه الخاص بالطيران..
كانت تقف بجانب ميرا تميل برأسها علي كتفها وكل ثانيه تهمس لها ميرا.. بتشجيع..
ستكوني بخير، اقسم لك..
فقط اتركي نفسك.. اتركي قلبك ليتحكم بك..
لستي متحوله.. انتي اجمل ڤيرا بالكون..
صديقتي الجميله.. اختي.. وكل شئ..
همست بحزن.. حقا ميرا.؟
أتريني جميله..
ميرا بحنان.. جميله جدا.. ياليت العالم يراكي بعيون ذلك المجنون.. الذي يهبط الأن بطايرته ليختطفك يافتاه..
ياليتني محظوظه مثلك.. ويأتي فارسا.. علي حصانه ليخططفني.. اااه..يالبرود ابنك خالك هذا
الن يتلحلح أبدا..
ابتسمت ڤيرا عليها..
مجنونه..
صمتت قليلا..
ارتعشت يدها وهزت رأسها بخوف بعد تفكير.... لا ميرا.. ابعديه عني..
لن استطيع..
أبعديه ميرا.. اشعر اني عاريه..  أتفهمين..؟
لن اذهب معه..
أخبريه.. بأن يبتعد..
جاءه رده الواثق من خلفها..
بألمانيه مثلهم..
ومن قال أني أخذ رأيك يافتاه..؟
ارتعشت يدها وتوترت.. ورجعت للخلف مبتلعه ريقها..
غمز لميرا
فتركتهم .. وخرجت..
اقترب منها... ومد يده وامسك يدها التي ترتعش بيده بحنان..
عز بهدوء.. أخيرا استمعت لصوتك ياجميله..
ڤيرا.. بغصه وصوت متحشرج من البكاء... ابتعد عز لا أريدك بجانبي.. لا اريد أحد..
لن اذهب معك.. ابتعد..
عز بحنان.. لما ڤيرا..؟
ألهذا الحد تكرهين قربي.؟
أتدرين كم مر من الوقت وأنا احلم بلقيانا من جديد...
ڤيرا.. بغصه.. ليس بحوذتي شئ لاقدمه لك..
لا شئ..
ابتسم ومد يده وقربها منه بهدوء..
هذا ما تقوليه انت.. لا اريد شيئا منك ڤيرا..
اريدك انت.. أريد روحك وابتسامتك فقط..
أريدك بجواري..أشعر بالامان..بالاكتمال..
أريد ان استيقظ يوميا واجدك بجواري..
أتدرين.. في لحظات ضعفي ومرضي.. وجنوني..
لم استطع تخيل احدا معي الاكي..  انتي وفقط
ڤيرا..  حبيبتي مما انت خائفه...؟
لم لا تدعيني انفذ وعدي لك...
ڤيرا بغصه... لقد خذلتموني جميعا... أخشي ان أمد يدي لك.. وتخذلني كجميعهم..
لن اسامحك بعدها..ستبنيني وستهدمني بيداك
ابتعد عز..لقد اعتدت علي حياتي هكذا لا تشتتها
أرجوك..
جذبها لاحضانه.. ولاول مره لم ترتعش..
لم تخاف..
لم يظهر عليها  اعراض الرهاب..
ولكنها انفجرت بالبكاء..
ابتسم وهبط حاملا اياها، بحنان..
ڤيرا بخوف.. لا عز..
عز بحنان... لا.. لا بعد الان... ولا ألمانيه.. حدثيني بالعربيه يافتاه..
لقد اوشكت ان انساها..
دفست رأسها بعنقه.. وتمسكت به وهو يصعد بها الدرجات الفاصله بين المبني والسطح..
همست.. عز..
انزلها امام باب الطائره.. وأجابها بعربيه.. مكسره..
ع.. يون.. عز
ضحكت وهي تستمع لحروفه الضائعه..
جز.. علي اسنانه.. ڤيرولين.. لا تضحكين علي كلامي..
ڤيرا.. بغيظ.. متقولش الاسم دا..
اسمي ڤيرا..
عز بضحك.. ليه.؟ واقترب برأسه منها يكمل بمراوغه
ڤيرولين.. يعني...
ڤيرا. بحده.. انت اللي ضايع ياعز الدين..
عز بقهقه وهو يرفعها لتصعد.. هو.. دا.. هي دي ڤيرا  الجميله..
ضربته علي صدره..
متقولش ضايعه تاني وتفكرني  ..
عز بتوهان... انا اللي ضايع ياڤيرا.. ضايع.. من غيرك..
وضايع في بعدك..
ارتعشت يدها.. ولاحظ توترها..
ابتسم واجلسها بحنان..
وهو يقر ان مشوارهم معا طويلا..
طويلا للغايه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بايطاليا..
نام تيم..وسليمان..
وبقي  هو وصراعه النفسي..
مد يده للمئات من المرات..ليتصل بها..
وفي كل مره..يرن كلام والدته بأذنيه..
ولكنه اشتاقها...اشتاق لصوتها..ضحكاتها..ثرثرتها..
مد يده وفتح حسابه الالكتروني ليري صورها..
فوجئ بكم هائل من الرسائل منها..
كم اشتاقته..
كم تعشقه..
ان يعود لها..
ستنتظره..
ماذا فعلت..منذ تركها..
أغمض عيونه وسال دمع عينيه..
لا حيله له بحبها..
من قال ان الحب قرار..الحب هو شعور يكتسحنا غصبا..عنا.. يغمرنا كليا..
يستنفذ طاقتنا جميعا..
ولا شفاء منه.. بل تجد نفسك تسعي له.. قائلا هل من مزيد.. هو شعور فطري يولد باجسادنا حينما نجد من يشبهنا.. لا حيله لنا به..
يتحكم بقلوبنا..يلغي عقولنا..تماما..وتنتابنا حاله الضياع..
فلا أنت قادر  علي البعد..ولا  القرب..
تنهد وهو يخبر نفسه..
سيستمع لصوتها..لن يرد..لن يغضب الله فيها..
فقط  يستمع لصوتها..
ضرب رقمها برعشه..يكتم فاهه بيده..
ضعيف هو بهواها... ضعيف ولا يداوي جرحه الااها..
كانت جالسه أرضا بجانب فراشها
تفترش الارض بصورهم معا...خطاباته..وهداياه..
منذ طمأنتها مريم عليه وهي تجلس كل ليله بانتظار رساله منه..
مكالمه..
الهذا الحد هانت عليه..؟
ألهذه الدرجه..لم يجد وقتا ليحادثها به..؟
أنسيها بتلك السهوله..
وهي من جفت دموع عيناها في البعد عنه..
حاوطت عيونها الهالات السوداء..
لا احد لها غيره..
لا ام ترتمي بأحضانها كباقي الفتيات..
ولا اخت تستمع لحكاويها..
ولا شقيق بجوارها..يعلم مآسيها..
ولا اب يفكر بها..
حتي خالتها الحبيبه..ابعدتها عنها..
فضلت مأساتها عليها..وهل تلومها..؟..
لما لم يفكر احدا بها...
لما...؟
نساهاا.. بسهوله
لا والله...لن تكون ضحيه بعد الان..
مسحت دموعها بحده..
ولملمت كل شئ يخصه..بعلبه وأزاحتها تحت الفراش..
ستقوي...ستعيش لنفسها وحياتها..
لا ونيس ولا جليس..
سيكون جليسها نفسها وفقط..
ستعمل كما تحب هي..
ستبحث عن سعادتها..
مادام لا يفكرون جميعا بها..
ستقف بنفسها علي قدمها...لن تكون تلك الضعيفه ابدا..
ـ ضرب علي رقمها مرارا وتكرارا..
وفي كل مره نفس الرساله مغلق..
دب القلق قلبه...وهو يعيد رقمها مرارا..رقمها الذي يحفظه كإسمه..
وعلي لسانه كل الدعوات لها ان تكون بخير..
لم يصبها مكروه..فقط بخير
تنهد بوجع..ردي ياسادين
سمعيني صوتك..
ياارب..طمني عليها..
ـ مدت يدها وقذفت هاتفها من الشرفه..ستقطع عليه كل خيوط التواصل..هذا ان فكر بها...
وتبعته بحاسوبها..
أنزلت ثيابها  الغير لائقه.. وبمقص وجلست تقص بهم..
تشفي غليلها بهم...
لملمت الباقي من ثيابها..بحقيبه..
كتبها...دفتر رسمهاوالوانها...التي تعشق..
لملمت شعرها...ومدت يدها وجذبت تلك الحقيبه التي كانت تنتوي ان تفاجأه بما بها...
اخرجت حجابا منه...ولفته..علي شعرها..
لمعت عيونها...بفخر من حالها...
هي قويه...ليست ضائعه...قويه بنفسها.
لن تنتظر ان يكون احد سندا لها..
نادت الخادمه.لتساعدها بحمل  حقيبتها..
اماني بصدمه..رايحه فين ياسادين..؟
سادين بسخريه...هقعد مع  تيته سعاد..(والده أبيها)
اماني بحده..انتي اتجننتي وهتسيبيني....؟
سادين...اه..عيشي لوحدك وجربي الوحده اللي معيشاني فيها من سنين..
أماني..بصدمه.. انا؟ انتي اتجننتي اقفي هنا وكلميني؟
سادين بصراخ...سيبيني بقي..انتي ايه ياشيخه..شيطان..
ازاي مش حاسه بيا وبحالي..
هو انا مش بنتك..ليه مش حاسه بيا
انتي السبب في كل عذابي..
اماني بخوف من حده صوتها..اهدي ياسادين..
سادين بسخريه..اهدي..لا والله
وبوجع اكملت..عارفه..كنت بشوف خالتو إيمان وهي بتحضن بناتها ومصحباهم.كنت بحس بايه..؟
كام مره أتمنيت ابقي زيهم..
يكونلي ام متفهمه زيهم..
كنت بخاف ابصلهم ليقولو بتحسدنا علي الفقر والغلب..
بس انا فعلا كنت بحسدهم..ياما نمت ليالي ابكي..أتمني فيها حد اشتكيله..
كنت ببص لصحباتي البنات بعين حسره، وانا شايفه كل واحده فيهم امها معاها في كل حاجه
كل حاجه كنت بعملها كنت فيها لوحدي..
وانا رايحه المدرسه..
وانا بشتري لبسي..
حتي لما جتلي البريود زي البنات...جريت قولت لخالتو ايمان مش ليكي..خفت منك..
خفت تظني فيا السوء زي عادتك..
جريت استخبيت في حضنها وهي ضحكتلي وقالتلي
كبرتي ياعروسه ابني..
كانت دايما سنداني..انتي كنتي فين؟
الغيره والحقد عموكي..
وانا بجيب نتيجتي كنتي فين؟..وانا بتكرم علشان رسمه حلوه رسمتها
كنت لوحدي..
ياما نمت مخنوقه..حزينه...من كلامك ومن قساوته..؟
دايما اسأل نفسي..
ليه مش شكل البنات.. ليه عيله واب وام يخافو عليا..
هو انا يعني مستهلش..؟
حتي لما قربت من خالتو..وحبيتها بكل قسوه  وحقد منعتيني عنها..
مش عشان حاجه..الا عشان الغيره اللي عمياكي منها..
اللي رغم السنين دي كلها والفقر..هي مازالت اجمل واحلي منك..
حتي هو..اللي كان مالي حياتي حرمتيني منه
انكمشت اماني علي نفسها..
وقالت بخوف..انا كنت بأمنلك مستقبلكو.
انااا....!
سادين بحده.بتأمني مستقبلنا بالحرام..
انك تسرقي ورث خالتو وتفرقيها عن اكتر انسان حبيته...
انت ايه ياشيخه..؟
انتي انسانه طبيعيه انتي؟
لم تحتمل حديثها وصفعتها علي وجهها
صارخه بها بحده
✍️أسما السيد✍️
اخرسي.
ومفيش خروج من هنا
بصقت دماءها..من فمها وتهكمت عليها قائله..
انا مبخدش رأيك من انهارده لا انتي امي ولا عاوزه اعرفك...
ابقي خلي المال ينفعك..
انا هروح أعيش مع تيته سعاد ومع بابا..
اللي زيك ميستحقش غير الوحده..
خرجت وتركتها وهي تصيح عليهل وتسبها..كاأولاد الشوارع
سادين...تعالي هنا
استقلت سيارتها..مبتسمه..لاول مره..تحس بالحريه..
تحمس من نفسها..
ستكون قويه..والي الابد..
مدت يدها واشعلت هاتفها علي أغنيه
طالما تمنت ان تغنيها..وهي قويه..
واثقه..
وآن آوانها...
ــــــــــــــــــــــــ
هلق أنا عرفت مين اللي بيختار
مرسوم ومكتوب بالعالي المسار
هلق أنا عرفت ما عدت هالبنت
اليوم كبرت وصرت وحدي اللي بختار
……………………….

رحماكِ الجزء الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن