١_ مُصالحه ...

90 13 68
                                    

" مقتبسة من أحداث حقيقية "

" مدينة التيه : الفصل الأول "
______________ _______________☆☆☆

_ في داخلي لطالما آمنت بأن دروب الحب عميقة وعجيبة لها الكثير من القصص وتحُفها الكثير من الصعاب والمخاطر.🦋

_ صلوا على الحبيب ولنبدأ 🍀
_________________________________

في مدينة الألف مأذنة، قاهرة المُعز الساهرة الساحرة بأنوارها وشوارعها الجذابة و تُراثها العملاق وتنوع الحضارة داخلها بين الحداثة والقدم
تتجول بخيلاء فتاة شابة بمنتصف العشرين من العمر لها وجهٌ طفولي وضاء ، بملامح رقيقة وأنف مدبب صغير، ثغرٌ دقيق الحجم من حوله خدودٌ كرزية وأعين بنية بلون القهوة .

ترتدي حُلة فضفاضة سوداء اللون فلطالما عشقت هذا اللون على وجه التحديد ترتدي حجابها الذي لا يختلف لونه عن ثوبها البته ليبرز بياض وجهها وصفائه أكثر وتصير للرائي كاللؤلؤة الصغيرة المُحتميه داخل محارتها العملاقه مُستترة داخلها احتماءاً من نظرات البشر البغيضه.

تحمل بين يديها عدداً من الكتب ، في حين زين كتفها حقيبة بيضاء بلون حذائها الرياضي ، ما هىَ ألا لحظات من سيرها بأحدى الشوارع التي تعج بالسيارات والأشخاص وكانت قد وصلت لوجهتها مبناً سكني ضخم يحمل بين جدرانه العتيقة الكثير من الشقق الفسيحة التي تحمل الكثير من الحكايا والاسرار الراجعة لأصحابها .

صعدّت الدرج مهرولة حتي وصلت إلى الطابق الثالث ،قامت بإخراج مفتاحها واضعة أياه بابٍ لا يختلف طرازه عن طراز المبنى العتيق ، تفتحه وهي تقول بحماس مبتسمة على الرغم من ارهاقها :

_ السلام عليكم يا اهل البيت ، شامة ريحة جميلة على الاغلب كدا ست الحبايب راضية عننا النهاردة .

أتاها صوتٌ أنوثي عذب ووقور من داخل جنبات المنزل وتحديداً من تلك البقعة التي تنبعث من الرائحة الشعية للطعام، قائلاً :

_ عملالك المحشي اللي بتحبيه يا سوسو ، اي رئيك ..؟

وضعت أغراضها على أول كرسي قابلها وهي تركض فرحة كالطفل الصغير نحو والدتها بالمطبخ رادفة بحماس يغلبه الشك :

_ اه ... قولتيلي سوسو ، هاتي اللي عندك يا وفاء هانم سمعاكي ، سوسو دي مش بتخرج كدا عبثاً ..!

ضحكة والدتها من افتطانها لكلماتها بسهولة لترد عليها وهي تنظر تماماً في عينيها لثوانٍ معدودة بتردد وحيرة :

_ .....اه احنا.....! ، ولا اقولك لا ،لا ،لا مش هقول خليها بعد الاكل احسن .

ظفرت بتوسل ورجاء لوالدتها :

_ يلا يا ماما قولي بالله ..

_لا مش هقول خلاص قرار نهائي ، نتكلم بعد الأكل إن شاء الله يلا روحي غيري هدومك وتعالي عشان تجهزي معايا السفرة وياريت وانتي جاية تصحي أختك المعتوهه اللي طول الوقت نايمة دي .

مدينة التيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن