٣ _ وصولٌ سريع ( مدينة التيه )

27 7 22
                                    

في الصحراء كُل شئ ممكن ...
فهل انت مستعد للضياع داخل ذاك الحيز من الفراغ الذي يحوي الكثير من الأسرار والخبايا المرعبة ...؟

صلوا على الحبيب ولنبدأ 🍀
___________________________

صعدت معه وسهام للسيارة على مضض في حين كان هو لايزال مُحافظاً على جمود ملامحه ومعاملته الجافة معها بالرغم من ابتسامته التي كانت تكسوا وجهه مُنذ قليل

لينطلقوا في طريقهم شاقين الصحراء بسيارتهم تِباعاً الواحدة تلو الأخرى وفي المقدمة أسرع بسيارته يُسابق الرياح مُبتعداً عن سيارة والده وعمه كثيراً دون ان يلحظ ليغيب عن ناظري والده الذي سُرعان ما امسك بهاتفه يُحدثه   موصياً له وهو يقول :

_ أمشي براحة يا شهاب عشان الطريق طويل ولو احتجنا حاجه من بعض نكون قريبين، كمان خلي عندك دم بنت عمك معاك حاول أنك متختفيش مسافة بعيدة عشان عمك ميقلقش عليها .

_ حاضر ، بس أنا اصلاً سبقتكم مسافة كويسه بس معتقدش كتير ؟!

_ منا اخد بالي يا اذكى أخواتك، لا، لا، مش كتيرة خالص حوالي ساعة كدا بس أصلاً سعتك مبقتش باين قدامي على الخريطة، جتكم القرف انت وعمك اقفل .

_ ...... أأ طب وانا مالي ....!

اغلق الهاتف قبل ان يستكمل شهاب جملته، لتبدأ مُباشرةً اخته الصغيرة بالنواح والصياح طلباً لوالدتها، حاول ان يُهدأها ألا أنه فشل في ذلك وكذلك سيدرة التي حاولت ان تبقيها معهم قدر الإمكان وبشتي الطرق ألا أن الصغيرة صاحبة الثامنية اعوامٍ أبت البقاء معهم لأكثر من ذلك غير مبررة أسبابها فقط تبكي دون أنقطاع، فأضطُروا أسفاً الوقوف جانباً مُنتظرين سيارة والده.

مرت الساعة وقد وصلت السيارة وكانت سهام لا تزال مُحافظة على بُكائها ونواحها طالبة والدتها ولم تهدأ للحظة
ألا فور رؤيتها لها، لتلتقطها والدتها بين احضانها مُهدهدتاً عليها تسألها عن سبب بكائها هذا، ردت الصغيرة بخوفٍ مُرتعبه باكيه :

_ خايفه ...

_ خايفة من أي يا حببتي انتي مع اخوكي وبنت عمك، طيب حد فيهم قالك حاجه طيب ؟

_لا مش هما حد تاني .

تبادلوا النظرات فيما بينهم ليسألها شهاب بريبة وأندهاش :

_ مين الحد دا يا سهام ..!؟

تعالى صوت صياحها أكثر لتقول بهستيرية وهي تصرخ وتنظر نحو الطريق :

_ مش عاوزه اروح مع شهاب وسيدرة بالله يا ماما خليني معاكِ، أنا خايفة، انا خايفة، أنا خايفة ..

سرت قشعريرة في اجسادهم فرغم كل شئ ألا ان خوف الصغيرة الهستيري بدى مُرعباً للغاية ليقول عليّ لولده بتوتر :

_ توكلوا انتو على الله يا شهاب انت وسيدرة وسهام هتركب معايا انا وامها وباقي أخوتها .

من ثم ألتفت لابنة أخيه مُعتذراً :

مدينة التيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن