٦ _ خروج ....

19 6 2
                                    

_ اقدار الله جميعها لطيفة ، لذا فقط لنصبر ونحتسب ...🦋

صلوا على للحبيب ولنبدأ 🍀
______________________________

صرخ بصوتٍ تكاد تُصم له الأذان حتى أنهم قد طالهم دوارٌ شديد لشدة علو صوته الغليظ، يقول:

_ منتوش مشيين من هنا .....

اقتربت سيدرة من شهاب تحتمي بظهره مُتخذتاً منه درعاً صلباً تثق تمام الثقة أنه سيحميها من أي شئ .
همس بدوره لها وهو يقول ولم يعد يستطع السيطرة على أرتجافة جسده اكثر من هذا في حين أحتشد الجمع كله واقفين خلف عمهم تصدر منهم اصوات ذمجرةٍ مُخيفة بما فيهم عائلتهم بأكملها من صغيرها لكبيرها يتجمهرون ليسدوا عنهم الطريق، يستمرون بالأقتراب منهم أكثر مع كل خطوة ، وفي كل خطوة يتقدم فيها الحشد كانا هما يتراجعان للخلف
بذعرٍ شديد ،يتصبب العرق من أجسادهم المُرتجفة، تتصاعد انفاسهم ودقات قلوبهم لتبلغ الحناجر من شدة الخوف والرهبة التي تقع عليهم في هذه الأثناء :

_ اسمعي انا .......!!!

حاول شهاب اقتلاع الكلامات من داخله بصعوبة، يشعر كما لو ان حلقه قد ألتصقت فيه الأحبال الصوتيه بعضها ببعض يأبون الأهتزاز لأخراج صوته وكلماته، لكنه جاهد إلى ان أستطاع وأخيراً الحديث ليهمس قائلاً، وهو يمد يده بمفتاح سيارته لها والتي كانت تبتعد عنهم بضعة امتارٍ قليلة :

_ بسرعة أنا هلهيهم ......، وانت اجري على العربية أركبي وبعدها هلحقك بس افتحيلي الباب بعد ما تدخلي العربية
العربية جمب البيت هنا ورانا ..

_ بس انا خايفه .....، مش هقدر اعمل كدا ...؟!

_ سيدرة مش وقتوا خالص الكلام دا ..

_ لا مش هعرف ...

صرخ بها بقوة رادفاً :

_ سيدرة أجري أخلصي يلا ....

رفعت ثوبها بيديها لتجري وهي تصرخ بكل ذرة من كيانها رُعباً وخوفاً، في حين علت أصواتهم مُهتاجين ينظرون إليها تارة وإلى شهاب الواقف امامهم تارة أخرى بشرٍ دفين

انتظر شهاب إلى أن اقتربت هي من السيارة وأمسكت بمقبضها ليركض بكل ما أوتى من قوة باتجاه باب السيارة الذي فتحته له ولا تزال الصرخة لم تفارقها بل ازدادت اكثر عندما رأت أشكلهم المرعبة وهم يركضون من خلفه، لتنطق بصراخٍ وهستيرية :

_ بسرعة يا شهاب ، بسرعة اجري ....

كان الاخير يركض صارخاً هو الأخر، يقول بتذكر عندما غُرست اقدامه بالرمال اثناء ركضه لتُعطله ويزداد قربهم منه ليلتفت كي يتبين المسافة ويستضم بوجوههم المرعبة واعينهم الحمراء :

_ منك لله انتي وسحر الصحرا بتاعك يا سيدرة ...!

لم تستطع ان تكتم ضحكاتها رغم جدية الموقف وخطورته لتضحك اثناء بُكائها، وهي تقول :

مدينة التيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن