صدمة غير متوقعة

49 4 1
                                    

قيل قلوبنا كالأراضي البور، لا تُزهر إلا بقطرات المطر الأولى للحب مهما كان ذلك المطر عابرا بين أدران الزمن المترامية، تنتظر قصة الحب المتشظية بشغف في ظلال الخيانة تمزق القلوب في رقصة مأساوية تحت وطأة الأساطير والأكاذيب، إذ تتشابك المشاعر في شبكة ملتوية من الألم والوله تختفي الحدود الزائفة بين الأصدقاء والأعداء، وتجوب أشباح الماضي أرجاء الحاضر بلا هوادة. تتحول الرغبات الخفية إلى ظلال متربصة، وسط هذا المستنقع المضطرب للمشاعر، يكتشف كل واحد منهم أن الحب ليس أبدًا بتلك البساطة التي تصوروا أصبحت أرواحهم محبوسة في صراع لا هوادة فيه بين شغف الحب وبرد الخيانة متراوحون بين الفداء والهلاك، يخوضون رحلة محفوفة بالمخاطر في متاهة لا نهاية لها.

في مساء ذكرى احتفال المدرسة الثانوية الثانية عشر، وقد كانت الساعة تشير إلى السابعة مساءً، والجو كان منعشًا ومليئًا بالهدوء. "صوفيا ويلسون" وأصدقاؤها القدامى منذ الثانويه، "نايثان" و"ليلي كوبر"اجتمعوا في حديقة الحفل مستمتعين بالاجواء الاحتفالية. كانت الضحكات تعلو والذكريات الجميلة تتبادل بينهم، اجتمعوا ليسترجعوا معًا تلك الأيام الجميلة.

و في داخل صوفيا كانت تشعر بالسعادة والحماس، لأنها تنتظر لحظة لقاءها ب" أليكس"، الشخص الذي كانت تحمل له مشاعرا حب سرية منذ أن كانوا في الثانوية معا و لكن تفرقوا بسبب أنه انتقل لمدينة أخرى مع والديه وحين سمعت "صوفيا" بقدومة للحفل جهزت نفسها لاخباره بمشاعرها اتجاهه منذ الصغر .

وبينما كانت تتأمل تلك اللحظات، ظهر أليكس وكان هناك، بجانبه، واقفة "إيما هارتلي" التجسيد الحي لكل ما تمقته "صوفيا" ارتجاف انتقل عبر عروقها، والارتباك الذي اجتاح تدريجيًا قلبها الهش. ارتجفت يدي صوفيا بشكل لاإرادي وعيناها الزرقاء مغمضة بدموع لم تتساقط. كأن الزمن قد خانها، وطرحها في هذا البحر من اليأس .

تناثرت الجراح القديمة والدروع التي بنتها "صوفيا" من أجل حماية نفسها. حاولت "صوفيا" أن تبتسم وتظهر سعادتها، لكن هناك خيطًا رفيعًا من الحزن يُظهر في عينيها. ومع اقتراب "أليكس" و"إيما" من المجموعة، شعرت صوفيا بالصمت يلف الجميع. كانت الأصوات تتلاشى وتتلاشى حولها، وكانت هي و"أليكس" ينظران إلى بعضهما البعض، ولكن بنظرة لا تفسر .

"صوفيا" كانت لوحدها لأن "نايثان و"ليلي " ذهبوا لمقابلة اصدقائهم الآخرين في الجهة الأخرى كانت تحاول التحكم في دموعها بينما تنظر إليهم و تريد ان تعبر عن سعادتها للقائه، لكن داخلها كانت تشعر بالألم والخذلان. الحديث بينهما كان مجرد سطحيات، وكأن السنوات الماضية قد اختفت مع الرياح

صوفيا: مرحبًا،اليكس توقعت رؤيتك في الحفل ولكن ...لوحدك وهي تنظر بمقت ل "ايما"

أليكس: مرحبا "صوفيا"كيف حالك؟؟ من الرائع أن أراك بعد كل هذه السنوات. كيف كانت حياتك؟

همسات قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن