مهرتي ...الجامحة

18 3 0
                                    

همسات قلب الجزء الرابع عشر...

فتحت صوفيا عينيها ببطء، محاولة استيعاب ما يحدث حولها للحظة، ظنت أنها لا تزال في حلم غريب لكن سرعان ما تبددت غشاوة النوم، لتجد نفسها محاطة بوجوه غريبة تحدق بها بفضول وترقب.

"ما هذا؟" همست لنفسها، قبل أن تدرك فجأة أين هي القصر قصر اوليفر السجن الذهبي الذي وجدت نفسها حبيسة فيه.

تقدمت مارثا رئيسة الخدم وكانت ترتدي زياً رسمياً أنيقاً، وتحمل هيبة شخص معتاد على إصدار الأوامر صباح الخير، سيدة صوفيا. أنا مارثا رئيسة الخدم لقد التقينا بالأمس، السيد اوليفر يطلب حضورك لتناول الإفطار معه.

ارتفع حاجبا صوفيا في دهشة، وشعرت بموجة من الغضب والسخرية تجتاحها "إفطار؟ الآن؟" نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط، وشهقت بصدمة. "الخامسة صباحاً؟ هل جُنَّ سيدكم؟ من يتناول الإفطار في هذا الوقت سوى المجانين؟"

ضحكت صوفيا بسخرية، متجاهلة نظرات الاستنكار التي تبادلها الخدم "وماذا عن الاستحمام؟ هل تتوقعون مني الذهاب هكذا؟"

مارثا، التي بدت غير متأثرة بثورة صوفيا، أجابت بهدوء: "بالطبع لا، سيدتي نحن هنا لمساعدتك في الاستعداد.

"أخبرتكم مراراً، أستطيع الاعتناء بنفسي! صرخت صوفيا، شاعرة بالإهانة والغضب يغليان في داخلها.

من خلف الكاميرات، كان اوليفر يراقبها، ضاحكاً على جنونها وجد في تصرفاتها شيئاً يذكره بنفسه، وكأنه وجد توأم روحه "مهرتي الجامحة"، همس في نفسه.

أطفأ الكاميرا التي كانت تسجل اللحظة، ارتدى ثياباً مريحة وذهب نحو جناح صوفيا. كانت لا تزال غاضبة، فدخل قائلاً: صباح الخير، مهرتي الجامحة هيا يا حلوتي، وقت الإفطار."

غطت وجهها بالبطانية، وردت: "لن آتي الوقت مبكر جداً.

أشار اوليفر للخدم بالمغادرة، ثم اقترب من السرير ببطء، عيناه لا تفارقان صوفيا..... "صوفيا، عزيزتي، لقد تحدثتِ كثيراً هذا الصباح ألم أخبرك أنك بحاجة لإذن للكلام؟"

حاولت صوفيا الابتعاد، لكن اوليفر كان أسرع حملها بين ذراعيه بسهولة، متجاهلاً محاولاتها للمقاومة. "حان وقت الإفطار،" قال بصوت حازم، و'هذا أمر.'

ارتجفت صوفيا، شاعرة بالعجز والخوف. همست بصوت مرتعش: "لكنني لم أستحم... لم أغسل وجهي حتى.

نظر إليها اوليفر، وللحظة، رأت صوفيا شيئاً في عينيه نظرة غريبة؟ أم كانت مجرد تتوهم؟ ابتسم ابتسامة صغيرة وقال: "أنتِ جميلة هكذا، يا مهرتي الجامحة لا داعي للقلق.

في منزل اليكس و إيما....

كانت إيما تتجهز لعملها في شركة' Tresor & tref' للأزياء التي يديرها اوليفر ، قلبها يخفق بشدة، إذ كان هذا العمل بمثابة تعويض لها عما حدث لها مع صوفيا، وأيضاً مقابل صمتها كانت مشاعر السعادة والتوتر تتصارع داخلها، وكأنها تُحضر لعرض أزياء كبير.

همسات قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن