الفصل الرابع

123 15 6
                                    

الفصل الرابع

شعرت (هالة)  بالغضب من تلك النبرة التى يتحدث بها ذلك المحامى ٠٠ فالمشكلة ليست بسؤاله ولكن من تلك النبرة التى يتحدث وكأنه يرمى انها على علاقة بصديق زوجها  لتخرج اخيرا من صمتها
-هو اللى انا فهمته من سؤالك  ده صح؟
ليبتسم (جاد)  ببرود ويعود بظهره للخلف على الأريكة ويهز كتفاه بلامبالاة
-أنا بسئل قبل ما احكم ولا ايه رأيك ؟
لتنظر له (هالة)  بإشمئزاز فحاولت (زينة)  تهدئة الاجواء المشتعلة وهى تمسح عينيها من الدموع وتنظر تجاه (جاد)
-أكيد طبعا ميقصدش
ليهز (جاد) رأسه نافيا وهو يقول
-لا طبعا .. مفيش كلمة بقولها كده وخلاص.. ايه طبيعة العلاقة بينها وبين (إيهاب) اللى يخليه يقولها انه شاكك فى صحبه .. المفروض ان ده شئ مش طبيعى
عضت (هالة) شفتها بغيظ ثم تحدثت بغضب شديد
-كلمة علاقة دى كبيرة اوى .. وع الرغم انى مش مضطرة اجاوب  بس أنا مبعملش حاجة غلط اخاف منها٠٠ كل الموضوع أن (إيهاب) جالى إمبارح عند بيت ماما وعرض عليا مساعدة مالية أنا و ابنى بس طبعا رفضت .. فسئلنى عن اخبارى قولتله انى متلغبطة ومش عارفة وفى نفس الوقت الشك دخل قلبى من ناحية (أمجد) .. فقال ان فعلا بعد شهادة الشاهدة دى كل حاجة بقت ضد (أمجد) خصوصا ان التوقيت اللى اتكلمت عليه تقريبا وقت وصول (أمجد) ومش قادر يعرف ليه (أمجد) يعمل كده
اخذ (جاد) نفس عميق ونظر إلى (هالة) نظرة يملئها الشك ولكن سرعان ما صدق حديثها فهو رأى وتعامل مع العديد من الأشخاص ويعرف يفرق جيدا بين الكاذب والصادق لذا قال
-انتى كده خلتينى اعرف انى ماشى فى الإتجاه الصح
نظرت له (زينة) بعدم فهم وهى تسئل
-تقصد ايه؟
- كلام الشاهدة خلانى احس ان فى حاجة غلط وحد عاوز يثبت التهمة على (أمجد) عشان كده طلبت من حد تابعى يراقبها وللصدفة ان الشاهدة تبقى ع علاقة ب (إيهاب) بيجلها شقتها كل فترة ودى صدفة غريبة
اعادت (زينة) نظارتها للخلف بإرتباك وسئلته
-تقصد أن (إيهاب) ليه دخل؟
هز (جاد) كتفاه بلا مبالاة وهو يقول
-جايز ليه لا؟! بس الدافع ايه وليه عاوز يسجن (أمجد)
سقطت الحقيبة من يد (هالة) ليلتفت إليها كلا من (جاد) و (زبنة) لتسئلها (زينة)
-انتى كويسة؟!
نهضت (هالة) من مقعدها ثم قالت متلعثمة
-أ.. انا لازم اروح عشان (معتز) عن اذنكوا
لم تنتظر رد من أحد واتجهت نحو الخارج بخطوات مسرعة لينظر كلا من (جاد) و (زينة) إلى بعضهم البعض ثم يقول (جاد)
-خليكى وراها فى حاجة هى عارفها
-انت شاكك فيها؟
هز رأسه نافيا وهو مبتسم ثم قال
-خليكى معها الفترة دى .. انا شاكك فى حاجة ولو طلع صح يبقى (إيهاب) له يد باللى حصل
هزت رأسها إيجابا فنهض من مقعده ثم قال
-هشوفك بكرة إن شاء الله
ابتسمت له ثم هزت رأسها إيجابا وتابعته بعينيها وهو يتجه نحو الخارج ..
*******************
فى عصر اليوم التالى..
وقفت أمام باب شقة (زينة) مترددة تريد أن تتحدث معها ولكن لا تعرف كيف ستبدء معها الحديث وهل ستتقبل ما تقوله لها أم ستشك بها ٠٠ بالنهاية قررت الحديث ربما حديثها ذلك يساعدهم فى شئ ما لاحقا فبعد تفكير فيما قاله ذلك المحامى بدئت تستعيد كل المواقف بينها وبين صديق زوجها لطالما شكت فى نظراته لها كثيرا ولكن ثقة (أمجد) المطلقة به جعلتها ترى أن ما تفكر فيه ليس إلا مجرد هراء أخذت نفس عميق واخيرا طرقت باب الشقة ففتحت لها (زينة) باب الشقة وظلت تنظر لها وهى لا تعرف ما سر زيارتها تلك صحيح أنها كانت تلتمس لها العذر سابقا ولكن بعد حديث (جاد) معها بالأمس الذى منحها القوة من كثرة ثقته بشقيقها جعلتها تفكر كيف له أن يكون متأكد من براءة شقيقها لهذا الحد بينما زوجة شقيقها تشك به دائما ٠٠ شعرت (هالة) بإن وجودها ليس مرحب به من نظرات (زينة) لها ولكن بالنهاية قالت
-أنا عارفة انك مش طايقنى المفروض وقت ضعفك اكون جنبك بس أنا زيى زيك وزيادة عليكى زن أمى المتواصل بأن (أمجد) قاتل
نظرت لها (زينة) نظرة طويلة دون أن تتفوه بكلمة لتتابع (هالة)
-كلام المحامى بتاع امبارح خلانى اخد بالى من حاجات كنت واخدة بالى منها ومطنشة.. بس لازم اكلم بعد اتهامه ليا بطريقة غير مباشرة انى خاينة
ابتلعت (زينة) ريقها ثم افسحت لها الطريق كى تدخل بالداخل وهى تقول
-مينفعش كلام زى ده يتقال ع الباب كده.. ادخلى يا (هالة)
دلفت (هالة) نحو الداخل ثم جلست بأقرب أريكة فجلست (زينة) بالجهة المقابلة لها وقالت
-خير اتفضلى
شعرت (هالة) بتوتر ولكنها حثت نفسها على الحديث بالنهاية وقالت
-مش عارفة المحامى قالك ايه عليا .. بس صدقينى انا هقولك الحقيقة لإنى معملتش حاجة غلط من اصله (إيهاب) كان بيجى عندنا كتير بصفته صاحب اخوكى دايما نظراته ليا كنت بحس انها مش مريحة بس مكنتش بحط فى دماغي عشان ثقة (أمجد) فيه وأكيد لو فى حاجة غلط مكنش (أمجد) يسمحله يدخل البيت من اصله .. وحتى لما جالى وأكدلى شكى بأن (أمجد) هو القاتل قولتله أن امى مصممة انى ارفع قضية طلاق ع (أمجد) قالى معها حق ومحدش هيخاف عليكى اكتر من أمك وأن اى محامى خيبان هيعرف يحكم ليا بالطلاق .. استغربت كلامه منكرش بس تفكيرى ب (أمجد) وانى اسمع كلام ماما اه أو لا خلانى مفكرش بردوده الغريبة دى لحد امبارح لاقيته بيكلمنى بعد ما روحت من عندك وبيقولى ان فى محامى صديق ليه وممكن يكلمه يساعدنى فى رفع قضية الطلاق ٠٠ قولتله سبنى وقت افكر كويس بس بس انا مبقتش قادرة اثق فى اللى اسمه (إيهاب) ده حاسة تصرفاته مش طبيعية
-وهو جاب رقمك منين اصلا؟
سئلتها (زينة) محاولة منها أن تستعب كيف لصديق شقيقها الوحيد أن يفكر بزوجة صديقه بتلك الطريقة لتجيب (هالة) وهى ترفع كتفيها بعدم معرفة
-مش عارفة
صمتت (زينة) لبعض الوقت ثم قالت
-عاوزكى متوجيهوش واتعاملى معاه بطبيعتك متصديهوش
-يعنى ايه مصدهوش دى؟ مينفعش اللى بتقوليه ده
اجابتها (زينة) بهدوء
-يعنى متقوليش ليه اننا بنشك فيه واللى بقى واضح  انه بيحبك .. لحد ما اقول ل (جاد) وافهم ممكن نعمل ايه او نستفاد ايه بده فى قضية (أمجد) لأنه كونه بيحبك ده مش دليل اصلا ع انه اللى قتل بدل اخويا
هزت (هالة) رأسها بتفهم ثم اخذت حقيبتها وودعتها واتفقت معها اذا حدث بالأمر شئ جديد تبلغها اغلقت (زينة) الباب ووقفت خلف الباب وهى تشعر بضيق شديد مما سمعته و قررت ان تتحدث مع (جاد) فيما بعد ..
*******************
بينما كان (جاد) يقف بالشرفة ويستمتع بالنظر للشارع وهو يشرب كوب من القهوة الدافئة استمع إلى صوت هاتفه الموجود على طاولة بزواية ما فى الشرفة فاقترب ليرى أن المتصل هو (مايا) لتظهر على شفتاه بسمة هادئة والتقط الهاتف ليجيب فقالت عندما استمعت إلى صوته
-ياه اخيرا حضرة المحامي فضى ليا خمس دقايق
هز رأسه بآسى ثم قال
-آنتى مش هتبطلى جنان يا (مايا) انتى عارفة ان عندى قضايا كتير شغال عليها .. زمان قبل ما كنت اشوفك كنتى بتشجعينى اما دلوقتي مبقتيش تشجعينى خالص ومش قادر افهم السبب
زفرت (مايا) بعصبية ثم قالت
-يادى زمان ده .. ما تنسى بقى المفروض اننا بنحب بعض والمفروض اننا نخصص وقت لينا سوا بعيد عن شغلك وشغلى وقت خاص بينا احنا يا (جاد)
زفر بضيق ثم قال
-بس انا لما حبيتك حبيت إهتمامك بتفاصيل شغلى
حاولت (مايا) أن تهدء قليلا وتكظم غيظها ثم قالت
-بس متهيئلى حياتنا تستاهل وقت ليا وليك بدون شغل
اناء بعينه وقال
-معاكى جدا .. بس ده ميجيش ع مصلحة حد فينا فى شغله
-بس المصلحة دى  هتعكلنا كتير وعمره ما يبقى فى حب حب
-بالعكس لما كل طرف يدور ع مصلحة التانى هو ده الحب
إجابته (مايا) مستسلمة
-انا مبعرفش اغلبك ابدا فى الكلام
ابتسم (جاد) قليلا ولكنه استمع إلى صوت احدهم يطلبه على الانتظار فنظر للهاتف ووجد أن المتصل هو (زينة) لبجد نفسه يقول
-طب سلام سلام يا (مايا).. عندى مكالمة شغل دلوقتى
لم ينتظر ردها واغلق الهاتف لتنظر هى للهاتف وهى لا تصدق كيف اغلق معها بتلك السرعة دون حتى أن يسمع رد منها على الجهة الأخرى قام هو بالرد على (زينة)
-ايوة يا (زينة).. عاملة ايه دلوقتى؟
-الحمد لله .. (هالة) كانت عندى ولسه ماشية
-خير
بدئت أن تقص عليه كل شئ قالته لها زوجة شقيقها وكل شكوكها حول (إيهاب) حتى قال لها
-(إيهاب) ده حواليه دايرة كبيرة .. عموما انا بكرة عندى مقابلة مع صاحب المجنى عليه خدت منه ميعاد
-طب ده هيفيدك بإيه؟!
-بصى هى مقابلة ودية وممكن مطلعش منها بحاجة اصلا.. بس مفيش مانع من المحاولة
ابتسمت (زينة) ثم قالت
-ربنا معاك
-ومعاكى..
***********************
فى صباح اليوم التالى..
كانت (زينة) قد طلبت مقابلة شقيقها الذى عندما رأته ورأت كيف تملك منه اليئس وكأن الفترة الماضية مرت عليه كدهر من الزمن لم يعد ذلك المرح بشوش الوجه لقد تحول بالكامل لشخص لم تعد تألفه أمسكت يده وربتت على يده بحنان وهى تقول
-كل الوقت الصعب ده إن شاء الله هيمر
نظر فى عينيها ثم قال
-الحمد لله .. بس ٠٠
قاطعته قائلة
-مفيش بس .. لسه فيه أمل طول ما القاضى محكمش
لم ترد أن تخبره بشكها بصديقه حتى لا تزد همومه هما لينظر هو بداخل عينيها ويطلب منها قائلا
-عاوزك تخلى بالك من (معتز) و (هالة)
-إن شاء الله هتخرج وتاخد بالك منهم معايا
هز رأسه نافيا وهو يقول
-مش باين .. عموما لو حصلى حاجة اسئلى دايما ع (معتز) ٠٠ أنا حاسس أن (هالة)  مش مصدقة برائتى عاوزك تأكدى ل (معتز) انى برئ ومعملتش حاجة غلط.. الظروف بس كانت ضدى
شعرت باليأس الذى قد تملك منه ولم تكن تعلم بماذا عليها أن تجيبه ولكن حاولت إن تهدء الأجواء ولتبعث فيه بعض الأمل
-أنا عارفة أن اللى مريت بيه مش شوية ٠٠ بس إن شاء الله هتخرج وانت اللى هتحكى ل (معتز) اد ايه الظروف كانت ضدك بس إيمانك بربنا وبحكمته كان بيجدد جواك الأمل
-ونعمة بالله.. كل اللى كاسر قلبى احساسى بأن (هالة) بتشك فيا وانها مش واقفة معايا .. عارف ان القضية كبيرة بس كان نفسى احس بثقتها فيا
-هى معذورة برده
-مفيش عذر ولا مبرر لقلة الثقة كأن عشرة السنين اللى فاتت كانت مجرد هوا
ابتلعت ريقها ولم تكن تعلم بماذا عليها أن تجيب ولكن قالت بالنهاية
-التمس ليها العذر ولازم تسمع ليها شخصيا.. المسئلة مش قلة ثقة بس.. ممكن خوف من انها تتحمل المسئولية لوحدها بعدك محدش عارف هى بتفكر ازاى اصلا ولا الضغط النفسى اللى بتمر بيه
ابتسم (أمجد) بمرارة وهو يقول
-انتى طيبة اوووى يا (زينة)..
*******************
فى وقت الظهيرة جلس (جاد) بداخل مطعم على طاولة ما ينتظر قدوم صديق المجنى عليه لعله يجد عنده ما يبحث عنه او يعود خائبا ويحاول أن يبحث عن براءة (أمجد) بإتجاه اخر حاول أن يفكر بطريقة إيجابية وأن يبعد عن ذلك التفكير السئ عنه حتى وجد شخص ما يقترب منه وجلس معه على نفس الطاولة وهو يقول
-مكدبش عليك.. ان سبب أنى جيت هنا الفضول مش اكتر.. انا شوفتك فى المحكمة ومستغرب انك عاوز تقابلنى اصلا وانت بتدافع عن القاتل
-او يمكن بدافع عن مظلوم
صمت صديق المجنى عليه ولم يتحدث ليتابع (جاد)
-متهيئلى ان مصلحتنا واحدة
-ابدا.. مصلحتك تطلع موكلك برئ لكن انا عاوز اجيب حق صاحبى
-ولو موكلى برئ فعلا مش هتستفاد حاجة أن القاتل حر بارة وخدت حق صاحبك من الشخص الغلط.. المقابلة هنا بينا ملهاش اى لازمة وكلامنا مجرد دردشة بس يمكن توصلنا لخيط ولو رفيع نقدر نمشى فى اتجاهه يا استاذ (مؤنس)
نظر له (مؤنس) نظرة طويلة استشعر فيها صدقه لذا قال
-عاوز تسئل عن ايه بالظبط
-علاقة صاحبك المجنى عليه بالمتهم .. صاحبك كلمك قبل كده عن (أمجد) بما انكوا شركا وفى نفس المصنع
ابتلع (مؤنس) ريقه ثم اخبره
-صراحة (أمجد) طول عمره شخص محترم واحنا مشوفناش منه حاجة وحشة بس يمكن ليه سبب مجهول
-طب و (إيهاب)؟
-(إيهاب) مين؟!
-صاحب (أمجد) وشغال معاكوا فى المصنع اسمه (إيهاب شريف الغيطى)
فكر (مؤنس)  قليلا ثم تحدث قائلا
-أيوة .. أيوة افتكرته مكنش فيه علاقة بالظبط اكتر من انه كان مستلف منه مبلغ  وكان ماضى ع وصل أمانة
قطب (جاد) حاجبيه بعدم فهم وسئل
-وصل أمانة؟ تعرف طريقه؟!
هز رأسه نافيا
-لا.. بس اعتقد انه من ضمن الأوراق والفلوس اللى اتسرقت بعد وفاة (سليم).. هى مراته او طليقته بمعنى اصح ممكن تكون عارفة هو بيشيل اوراقه فين ممكن تسئلها هى حاليا قعدة مع اختها بعد رجوعها من اسكندرية
-هى مراته كانت مسافرة؟!
هز (مؤنس) رإسه إيجابا ثم قال
-ايوة كانت مسافرة بس لما عرفت جت ع طول تقريبا وصلت الساعة 3
صمت (جاد) قليلا ثم هز رأسه بتفهم وقال
-أنا بشكرك جدا انت اللى قلته ده ممكن يساعد فى إنقاذ شخص برئ لأن اعتقد اكتر واحد ليه مصلحة فى قتله هو (إيهاب) .. بس أخر حاجة ممكن اطلبها منك
-اتفضل
-انك تشهد بحكاية وصل الأمانة وعدم سداد (إيهاب) للمبلغ وأن (سليم) قال ان لسه مسددش
صمت (مؤنس) لبعض الوقت ولكن سرعان ما أجاب
-اه ممكن.. لو هيفيد فعلا ومش هيورط شخص تانى
-متقلقش.. انا عمرى ما احب اكون ظالم لحد
ثم نهض عن مقعده ومد يده قائلا
-فرصة سعيدة
ليصافحه (مؤنس) مبتسما دون أن يتفوه بالمزيد ..
*******************
بعد مرور يومان كان (جاد) يقف أمام باب شقة (زينة) وهو يشعر بسعادة بالغة فما اكتشفه سيغير مجرى القضية فى الإيام القليلة القادمة طرق باب الشقة وانتظر حتى تفتح الباب ففتحت له باب الشقة ليجدها أمامه أصبحت شخص باهت لا حياة به فكل يوم تزداد فيه ذبولا لذا قال فى محاولة منه أن يعطى لها الأمل الذى فقدته منذ الجلسة الماضية
-أنا عندى اخبار كويسه وهتغير كل حاجة بإذن الله
نظرت له بشك فتابع حديثه قائلا
-ممكن ادخل
افسحت له المجال للدخول فدلف نحو الداخل وجلس بأقرب أريكة وجلست هى فى الجهة المقابلة له فتحدث قائلا
-بصى يا ستى اولا فى دافع قوى جدا.. جدا يخلى (إيهاب) يقتل (سليم) لانه كان مستلف منه فلوس وكاتب ع نفسه وصل أمانة والوصل ده  مليون فى المية من الحاجات اللى اتسرقت من خزنة (سليم) بعد سؤال زوجة المجنى عليه ان وصل الأمانة مش موجود فى اوراق زوجها فكده ده يبقى من المسروقات مع الفلوس وانا طلبت منه انه يدينى نسخة من ورقة من دفتر حضور وغياب المصنع فى اليوم اللى اتقتل فيه (سليم) وهسلمها لخبير يمكن يكون امضته مزورة و نشوف هل فعلا كان موجود وقت ارتكاب الجريمة فى المصنع  يعنى نشوف فى تزوير فى امضته ولا لا .. ومن ناحية أن (إيهاب) كده اتخلص من وصل الأمانة اللى كان ممكن يسجنه وورط اخوكى وفضيله الجو مع مرات اخوكي
دب الأمل بقلب (زينة) آخيرا ولم تصدق ما تسمعه احقا سيستطيع اتهام شخص آخر ووجدوا مخرج لنجاة شقيقها الوحيد لم تشعر كيف تسللت تلك البسمة التى زينت شفتاها ثم ارتمت بإحضانه دون أن تشعر فاتسعت عيناه ولم يستطع أن يبادلها ذلك العناق فظلت يديه مرتفعة بالهواء وهو يبتلع ريقه بتوتر فابتعدت قليلا عنه و قالت بتلقائية وفرح
-كنت عارفة.. كنت متأكدة أن املى عمرى ما يخيب فيك ومحدش يقدر يعملها غير حفيد على بابا
اضيقت عينان (جاد) قليلا وسئل غير مستوعبا ما قالته للتو
-ايه؟!

نوفيلا حفيد على بابا بقلم علا السعدني كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن