الفصل الخامس

72 13 2
                                    

الفصل  الخامس

عندما استمع إلى كلمتها تلك شعر بمشاعر مضطربة فمنذ أن تعامل معها وقد شعر أنه يعرفها من قبل أنه تحدث معها من قبل ولكن كيف لا يعلم وبعد أن نطقت تلك الكلمة المحببة إلى قلبه لم يعد يعلم كيف يصف ما يكنه نحوها هل حقا (زينة) ليست إلا قضية بالنسبة له أم أنها اكثر من ذلك ٠٠ اهتمامه الزائد بها بالفترة الأخيرة حتى أنه اصبح يتلاشى خطيبته بسببها لم يعد كما كان من قبل مع (مايا) .. عليه حتى أن يعترف بذلك أمام نفسه صحيح أنه يحب عمله لدرجة كبيرة وكل قضية يعمل عليها تلمس قلبه بعض الشئ ولكن لما يشاركها فى القضية بكل تفصيلة هكذا بل ويتعمد أن يتقرب منها أكثر وأكثر أيضا كيف لها أن تعرف ذلك اللقب الذى تلقبه به خطيبته فلا أحد سواها يقوله له حاول التحكم فى مشاعره المختلطة بعض الشئ وتابع سؤالها
-الكلمة دى محدش بيقولها ليا غير...
ابتلعت ريقها وشعرت بتوتر كبير بعدما ادركت بالذى تفوهت به وأعادت عوينتها للخلف وقاطعت حديثه
-غير طبعا خطيبتك مانا سمعتها قبل كده فى المجلة بتقول عليك كده كنا بنتغدا سوا صحابى وصحابها
نظر إليها ببعض الصمت فهو يعلم جيدا أن علاقتها هى و (مايا)  محدودة بل ومنعدمة ايضا فكل واحدة منهم أكدت له ذلك من قبل لكنه اخذ نفس عميق وحاول أن ينفض كل تلك الأفكار من رأسه فلأول مرة يشعر بأنه خائن فالفترة الماضية اصبح يهمل فى (مايا)  للغاية ويتقرب من (زينة)  ولا يعرف ما السبب هل اصبح خائن ؟! ..
لربما بالفعل هى استمعت ل (مايا)  وهى تحدثه من قبل ولكن هى بكلمتها تلك جعلت ضميره يأنبه وجعلته يرى (مايا)  كحاجز منيع بينهم لذلك نهض عن مجلسه وقال
-أنا لازم  امشى ورايا شغل
هزت (زينة)  رأسها بتفهم فهى الآخرى كانت تريد تختبئ منه بسبب تهور لسانها ذاك خرج (جاد)   من الشقة بينما خبئت (زينة)  وجهها لكلتا يديها وهى تردد
-أنا غبية .. غبية
وصل (جاد) إلى شقته وفكر كم كان مهمل لخطيبته الفترة الماضية فلم يكن يتحدث معها كما كان وقد كان إهتمامه منصب فقط على (زينة) التى سرقت عقله الفترة الماضية وخصوصا انه عندما يتحدث معها يشعر وكأنه يعرفها منذ أمد فقد دفعته (مايا) إلى ذلك بعد أن تغيرت عقب خطبتهما وصل إلى فراشه  واتكأ عليه ثم اخرج هاتفه وبحث عن تلك الرسائل التى بينه وبين (مايا) قبل خطبتهما وكل رسالة يقرأها كانت تجعل على شفتاه بسمة واسعة فقد كانت تهتم بعمله وبكل تفصيلة ام الآن لم تعد تشجعه كما كانت لم تعد تتناقش معه فى قضاياه كما كانت تفعل اخذ نفس عميق وقرر محادثتها وفى غضون ثوان جائه ردها
-ايوة يا حبيبى
ابتسم قليلا ثم قال
-وحشتينى ونفسى اشوفك
قالها وهو يعنى انه مفتقد لحديثها معه قبل  خطبتهم ولكنها شعرت بسعادة وقالت
-بجد؟
شعر بنبرتها المتلهفة تلك كم كان مهملا بها الفترة الماضية فأجابها
-طبعا.. ايه رأيك نتعشا سوا؟
-تمام نتقابل فى المطعم بتاعنا
-تمام..
*******************
فى تمام الساعة الثامنة كان يجلس على الطاولة فى إنتظارها بينما جاءت هى بعد نصف ساعة تقريبا  وجلست أمامه على الطاولة وهى تبتسم قائلة بإعتذار
-معلش كان عندى مقابلة ومكنتش اعرف انها هتتأخر كده
هز رإسه متفهما وهو يقول
-ولايهمك .. تحبى تاكلى ايه؟
-اطلبلى ع مزاجك
ابتسم لها ثم قام بطلب طعام لكلايهما وظلا يتحدثا فى أمور شتى وهم يتناولوا الطعام ثم سئلته فجاءة
-خلصت القضية اللى كلت دماغك دى
-انى؟!
-بتاعت البنت اللى كانت شغالة معايا فى الجريدة.. سمعت ان المدير فصلها معندوش قلب
-اهاا.. لا لسه مخلصتهاش.. انتوا مش قريبين من بعض ممكن تسئلى عليها؟!
ارتبكت (مايا) وشعرت بتوتر بالغ من ثم قامت بإرتشاف كوب الماء الذى كان أمامها ثم قالت
-أنا مفيش بينى وبينها اى كلام.. م.. معرفش غير اسمها
اضيقت عينان (جاد) ثم  سئلها
-متكلمتوش خالص قبل كده
-ع.. عادى يا (جاد).. مش فاكرة اصلا قولتلك علاقتى بيها سطحية .. انت بتحقق معايا ؟!
قالتها وهى تشعر بالضيق فشعر (جاد) بإنه قد بالغ قليلا
فهز رأسه بتفهم ولكنه شعر بتوترها الملحوظ كأنما تكذب عليه فسئلها مرة آخرى وكأنه لا يستطيع ردع ذلك المحقق الذى بداخله
-وحشنى رسايلك يا (مايا) وإهتمامك بشغلى اللى مبقاش موجود بعد خطوبتنا
-متنساش انى كمان ليا شغلى وواخد وقت كبير من وقتى
-كان زمان برده ده شغلك اللى بتحبيه.. فى حاجة متغيرة بينا يا (مايا).. حاجة مش عارف ايه سببها بس مش دى (مايا) اللى انا حبيتها
رفعت (مايا) احدى حاجبيها بدهشة ثم ابتسمت بسخرية
-انت حقيقى بدور ع المشاكل وانا زهقت يا (جاد)
ثم نهضت لتأخذ اغراضها وتنصرف تمنت من اعماق قلبها ان يمنعها من الرحيل ولكنه لم يفعل لأنه لم يعد يشعر بتلك المشاعر التى كان يشعر بها من قبل نحوها..
******************
بعد مرور يومان لم يكن (جاد) حدث (زينة) واخبرها ماذا حدث بخصوص تلك الامضاء الخاصة ب (إيهاب) فى ذلك اليوم الذى قتل فيه (سليم) لذا قررت أن تتوجه نحو شقته وتسئله بنفسها وفى غضون ثوان كانت أمام باب شقته ظلت مترددة بعض الشئ ولكن بالنهاية حسمت أمرها وطرقت باب الشقة ليفتح لها ويتفاجئ بوجودها امامه فقد تعمد تجاهل كلا من (زينة) و (مايا) اليومان الماضيين نظرا لمشاعره التى اصبحت مبعثرة وغير مفهومة بالمرة لم تفسح (زينة) المجال لعقله ليفكر اكثر لتسئله
-ايه اخبار موضوع الامضاء؟! هتعرف تثبت حاجة
افسح لها المجال لكى تدخل وهو يقول
-اتفضلى مش هنتكلم ع الواقف كده
دلفت (زينة) نحو الداخل وجلست بأقرب مقعد ليجلس هو أمامها فسئلته مرة آخرى
-فى جديد؟!
أخذ نفس عميق ثم اجاب
-هو فيه جديد.. بس مش مبشر
اضيقت عينان (زينة) ليتابع (جاد)
-للأسف الامضاء بتاعت اليوم سواء حضور او انصرف بخط ايد (إيهاب) حتى انى كلمت (مؤنس)  يعرف بطريقته اذا كان فى حد شاف (إيهاب) فى الوقت ده تحديدا من الساعة ١٢ ل ١ وللأسف اتأكد لينا انه كان شغال فى  مكتبه
صدمت (زينة) مما سمعت وقالت
-يعنى ايه؟! مفيش امل ان اخويا يطلع منها؟!
-احنا لسه قدمنا وقت يا (زينة) وجايز يكون (إيهاب) اجر حد او معملهاش بإيده جايز تكون الست اللى شهدت ليها دخل كبير بالجريمة.. أنا عاوزك تتطمنى
ترقرقت عينيها بالدموع ولكنها حاولت التماسك بعض الشئ حتى لا تبكى فشعر هو بذلك الحزن الدفين فى عينيها ثم أمسك يدها وربت على يدها بحنان
-أنا معاكى
سحبت يدها مسرعة وهى متوترة فتتابع هو
-أنا آسف
ابتلعت ريقها ولم تعلق بشئ ليسئلها هو
-عاملة ايه من غير شغلك؟  تحبى اشوفلك شغل فى حتة تانية
هزت رأسها نافية ثم قالت
-ارجوك متدخلش فى حياتى اكتر من كده..  مش عاوزة اى مشاكل
-مشاكل!!
رددها بإستفهام لتشعر هى بغبائها وتحاول تصحيح ما تفوهت به
-اه يعنى اخاف لو حد تانى عرف بموضوع اخويا..  انا كده كويسة..  وبالنسبة لأتعابك متقلقش انا معايا  فلوس شايلهم ولو احتجت اكتر ه..
قاطعها قائلا بغضب
-كفاية
لم يعرف لما شعر بالإهانة من حديثها عن المال فنظرت هى لأسفل ولم تتحدث فلقد احرجته واحرجت نفسها  لذا نهضت عن مكانها وقالت
-هستنى فى ميعاد الجلسة.. أنا واثقة فيك مهما كانت القضية صعبة
اتسعت عينيه بعدم تصديق فقد كانت (مايا) دوما تقول له نفس الكلمة عندما كانت تحدثه عبر الرسائل لذا أمسك رسغها قبل أن تلتف وسئلها
-انتى مين؟!
ابتلعت ريقها وشعرت بتوتر من سؤله الغريب ذاك وحاولت ان تتصرف بطبيعتها لتبتسم وتقول بنبرة مرحة
-يعنى ايه؟! انت فقدت الذاكرة ولا ايه .. أنا (زينة)
شعر بغبائه كيف له أن يسئل سؤال كذاك فكل ما تقوله (زينة) كلمات ربما تتردد من أى شخص ام ان قلبه يتمنى شئ آخر ويرى ب (زينة) ما يتمنى رؤيته فى (مايا) لذا ترك يدها واغمض عينيه وهو يقول
-امشى يا (زينة)
شعرت (زينة) بالغرابة من اسلوبه ذاك فتارة يعاملها بلطف وتارة أخرى يكن صارم معها بالنهاية لا تريد اقحام نفسها بمشاكل تخص (جاد) وخرجت من منزله ليجلس هو على الأريكة واضعا رأسه بين راحة كفاى يده وهو يحدث نفسه
-ايه الجنان اللى بتفكر فيه ده يا (جاد).. مستحيل...
********************

نوفيلا حفيد على بابا بقلم علا السعدني كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن