شِـعـر

من قلبِ لوحةِ فنّان

من قلبِ لوحةِ فنّانْ

من ذكرياتِ فنانْ
نادَى الألوانَ صائحًا هيّا فالأوانُ آنْ
سنرسُم الدهر بلمسةٍ من جمالْ
سنصوّرُ البلادَ العربيةَ كعرسانْ
سنحكي حكايةً لا يقرؤُها قارئٌ وَلا يتلُوها لِسانْ
سنحكي حكاية تُبصرُ بالمقلتانْ
لنطوِي بطولات العرب في لوحةٍ
لنروى أمجاد الضاد في لمحةٍ ونرصِّعها بأخضرِ الجنانْ

لنكتب عن مِـــــصــرْ
دعُو الحروبَ والثوراتْ
انسو الشهداءَ و الثارَاتْ
امحو المآتم والحزن والخيبَاتْ
وتعالُو ننقُش الأهراماتْ

لنروي عن العـــــراقْ
يتأجّجُ الإشتياقْ
يتعَاظم الألم في الآفاقْ
يتراوحُ البكاء في كل وادْ
اهجروهُ ولنرسم جمال بغدادْ
لنذكُر فلسطِينْ
فيهَا القنابلُ أضحَت طِينْ
فيهَا الجثث في كثرةْ
فيها جفت الشجرةْ
فيها اتسعت الحفرةْ
ولُّو كل هذا ولنرسُم قبة الصخرةْ!

يهتف الفنانْ
لنرسم الســـــودانْ
فيها رأينا إنقسامْ
فيها الأحوال للإزدراءْ
فيها لا عهد ولا براءْ
اتركو كل هذا ولنرسم حسناءُ سمراءْ

هتفت الألوان، سيدي الفنانْ
ارسم كما شئت ولكن لِترسم بالبنان
ارسم المغرب أو الجولان أو السعودية
ولكن لا ترسم مشاهدا مكذوبةً منسية
إنا معشر الألوانْ لا نكذب فانسج من خيوطنا وقائع الزمانْ
كن صادقًا كن منصفًا فالكذب يُبصَر من قلب لوحة فنانْ
والورد الذابل ذابلٌ حتى لو حُفّ بأعطر الريحان
بلادنا قوية
بلادنا محمية
بلادنا مروية
تواريخ بلادنا أبيه
لكنه ماضٍ وكان
نحن من ثقبنا النسيج لما أفسدنا الآن
رسالة بُعثت من قلب لوحة فنان
كونو أعرابا بالصدق تمسكو ولو جار الزمان

مريم طارق | الحبرُ الأسود
19/9/2024