فِي زاويةِ إكتئاب

3 0 0
                                    

*(فِي زَاوِيةِ إكتِئَاب)*

في زاويةِ إكتئابْ
وسط بحور الدموعِ ذاكَ الحُزنُ تَابْ
ذاكَ الحُزنُ آبْ
وحلَّ الضّحِكُ جدَّد إيجارَ المئَابْ
وضحكتِ الأفواه بلا ذرة فرحْ
إبتهجت الأساريرُ بلا قطرة مرحْ
والدمعُ كما إعتادَ أوَّابْ
والقَلبُ مما رآه في الشباب شَابْ
في زاويةِ إكتئابْ

أنادي يا نفسُ صبرًا فالحياةُ شقاءْ
لا تجزعِي للحزن وسيري للنقاءْ
يا عينُ كفكِفي أمطاركِ تجلَّدي
أدركُ من همكِ غطّاكي البلاءْ
يا أنا إنهضي وعانقِي السماءْ
فالفرحُ أضحَى للقوسين قابْ
في زاويةِ إكتئابْ

وسطَ الحشود سَلُوني كيفَ السعادهْ
علّمينا كيف نتفائلُ بلا هوادهْ
ولكنّ قلبي والله لا يحملُ في طيّهِ إفادهْ
لا يحمُلُ سوا الألم والحزن والإبادهْ
وكيف لي أن أجد السعادةَ في زاوية إكتئابْ!!

في زاوية إكتئابْ
قال لساني يا قوم صبرًا على المِحنْ
قُومو واضحكُو فالضحِكُ مالهُ ثمَنْ
لن تخضَعَ الفرحة يومًا للعفَنْ
قُلتُ ستعُودُ أفئدتُنَا بعد الحربِ للوطَنْ
وروحي شهيدةٌ تفتش عن كفَنْ
في النهاية ضحكُو وكنتُ أنا الثمنْ
دفنونِي في زاوية إكتئابْ

في زاوية إكتئابْ
كنتُ مُكَبَّلًا لكني في منظارِهم حُرًا
أمسيتُ متواريًا أعيشُ عيشًا مُرًا
أكَنّو ليَ حِقدًا وأنا الذِي لم أحمٓل لأحدٍ ضُرًا
سعدتُ فحَزنُو ولما حزنتُ فكلّهُم سُرَّا
لمَّا ركنتُ إلىٰ زاوية إكتئابْ

طويتُ الألمَ طويتُ العتابْ
لم تعُد قراءتى متاحةً كأيّ كتابْ
تبخّر أملِي كإحتراقِ نجمٍ باتَ شهابْ
هُنا كما أنا لا ونيس ولا صِحابْ
هجروني فإنزويتُ إلى زاويةِ إكتِئابْ
أهملُوني فأبصرتُ الإحتواء عند زاويةِ إكتئَاب

بقلم/مـــــــريـــــم
اليوم/12 سبتمبر 2024
الساعة/ 2:10
الموقع/ زاويةُ إكتئاب.

شِـعـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن