كان القدر قد خط نهايتهما منذ أن اختارا التمسك بالغضب والكراهية.
في لحظات الهدوء التي تسبق العاصفة، يمكن للمرء أن يشعر بشيءٍ خفي يتحرك في الأفق، كأن القدر نفسه يتربص بالزوايا المظلمة، ينتظر اللحظة المناسبة ليهب كالريح القاسية. قد نظن أننا نمسك بزمام حياتنا، نرسم خططنا، نخطو بثقة، ولكننا في الحقيقة أشبه بالورق الذي يتطاير مع الرياح، لا يعلم إلى أين ستأخذه أو متى ستنقلب عليه.القدر لا يظهر جليًا، لا يرسل رسائل تحذير أو إشارات تنبيه، بل يقترب بصمت، يتغلغل في تفاصيل حياتنا، وعندما يحين وقته، يضرب بلا هوادة. قد تكون في منتصف لحظة سعادة، متأكدًا أن كل شيء تحت سيطرتك، وفجأة، ينقلب العالم رأسًا على عقب. حينها، تفهم أن كل ما كنت تظنه ثابتًا يمكن أن يُنزع منك في طرفة عين، وأن خططك العظيمة، وأحلامك المتقنة، هي في النهاية رهينة لنزوة القدر.
وكالرياح التي تهب فجأة، لا تستطيع أن تحزر متى وكيف ستأتي ضربة القدر. قد تنعم بالسلام لسنوات، ثم في لحظة، ينقلب كل شيء. ومع كل محاولةٍ لفهمه أو توقعه، تجد أنك مجرد لاعب في لعبة أكبر بكثير من إدراكك. القدر لا يتحدى، ولا يتراجع، ولا يمكن التفاوض معه . إنه القوة التي تتجاوز منطقنا ورغباتنا، القوة التي تقلب المعادلات حينما نعتقد أننا فهمنا كل شيء.القوة التي تعدل الميزان ليستوي ويأتيك حقك.
ورغم هذه القوة، يكمن الغموض الأكبر في الطريقة التي يتصرف بها القدر. ليس دائمًا قاسيًا، وليس دائمًا رحيمًا، لكنه دائمًا غير متوقع. حتى لو كنت تعمل حسنة وكان والديك من يعملون سيئة قد تكون أنت الضربة التي ستوقِظهما حتى لو كنت بريئا أو لا تريد ذلك ، وحتى إن حاولت، فلن تستطيع أن تمسك به أو تتفادى ضرباته. إنه يهب كالعاصفة في بحر هادئ، يقلب السفن ويغير المسارات، يترك الإنسان في حيرة من أمره، يتساءل عن مكانته في هذا الكون وعن الهشاشة التي تغلف وجوده.
في النهاية، يدرك المرء أنه مهما بلغ من القوة أو الهيمنة ، فإن قدره مكتوب في سماء الغيب. وما عليه إلا أن يسير في طريقه، جاهزًا لاستقبال تلك الرياح المفاجئة، وهو يعلم أنه لا يستطيع إلا أن يتقبلها عندما تهب، لأن الغموض الحقيقي يكمن في أننا لا نعرف متى ستكون تلك اللحظة، ولا كيف سنخرج منها.
وهنا تنتهي روايتي *موازين القدر *
دمتم في رعاية الله وحفظه.
لاتنسو زر الڤوت☆.
⭐<<<.
أنت تقرأ
موازين القدر
Teen Fiction"في عالم حيث المال هو لغة العشق، كانت تعيش في قصر من الذهب. لكن القدر، الذي يحب اللعب بالموازين، قرر أن يعيد كتابتها. من بين سيارات الليموزين الفارهة إلى الحافلات المزدحمة، من بين الفساتين المصممة إلى الملابس المستعملة، هكذا كانت رحلتها من القمة إلى...