الفصل السادس: عطلة مشحونة.

12 3 0
                                    

استفاقت يسرى في الصباح الباكر، وضوء الشمس يتسلل برفق عبر الستائر، ممزوجًا برائحة الورد من حديقة المنزل. كانت الأجواء هادئة، تنبئ بيوم مليء بالأمل. توجهت نحو الحمام، حيث غسلت وجهها بالماء البارد، مما جعلها تشعر بحيوية جديدة. بعد ذلك، توضأت للصلاة، كأنها تستعد لاستقبال يوم مليء بالبركات.

اختارت بعناية قميصًا زهريًا وبنطلونًا باديليفون أبيض، شعرت بأن الألوان تعكس إشراقتها. "اليوم هو الجمعة، يوم الراحة همست لنفسها، وابتسمت وهي تنزل الدرج بخفة.

عندما وصلت إلى الأسفل، رأت والدتها، منيرة، ترتدي بلوزة خضراء أنيقة، تجلس مع فنجان قهوة، بينما تتابع الأخبار على شاشة التلفاز. "صباح الخير يا أجمل أم نادتها سايا، مبتسمة.

ابتسمت منيرة، وردت بحب: "صباح النور، حبيبتي. الإفطار جاهز في المطبخ. بعد الانتهاء، أرجوك، أوقظي أخاك".

أومأت يسرى برأسها وتوجهت نحو المطبخ، حيث كانت جدرانه متهالكة، والأثاث يبرز فخامته رغم محيطه الرث. بينما تحضر شطيرتها، تنهدت بشرود، مسترجعة ذكريات جميلة عن تلك الأيام التي كانت تستيقظ فيها لتجد والديها يتبادلان الضحكات على طاولة مملوءة بأشهى الأطباق والخادمة تبتسم لها وتدعوها للجلوس .

استفاقت من أفكارها عندما أسقطت بعض القهوة على الطاولة. "أوه، لا!"، تأفأفت، مسرعة بمسح الفوضى قبل أن تراها والدتها وتغضب.

••••
بعد صلاة الجمعة، جاءت حسناء، ابنة الجارة، لتساعد عبد العزيز، في مراجعة الدروس. كان الحديث يدور بين الفتيات بينما ينتظرون عبد العزيز. "شكرًا لك، حسناء، على اعتنائك بدروس عبد العزيزردت عليها حسناء:"لا داعي لشكري فرفقته مسلية حقا رغم كونه يثير الكثير من المشاكل في الفصل" قالت يسرى بامتنان. "إنه لا يحب الدراسة، وإذا سقط هذا العام، فسوف يقتله والدي".

"لا تقلقي، سأبذل قصارى جهدي لمساعدته"، ردت حسناء بابتسامة.

••••

مع اقتراب المساء، خرجت يسرى لتشتري قلمًا مصححًا وبعض الحلويات لأمها، تأمل أن تُدخل البهجة إلى قلبها. لكن عبور الشارع كان صعبًا، فقد كان الحي الشعبي يعج بالحركة، ولا توجد فيه إشارة مرور أو شرطي ينظم حركة السير.كحيها القديم الذي كان منتظما وهادئا، وقفت لفترة، تراقب السيارات تمر بسرعة، ثم قطعت الطريق بحذر، مشيها يتسم بالتردد.

موازين القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن