اصطناع العفوية

3 0 0
                                    

هل سبق لك ان سمعت بمصطلح اصطناع العفوية . يبدوا الامر من الوهلة الاولي ضربا من الجنون لكني ااكد لك ان الامر كائن . 

تتراءي لي من بعيد همسات ، قهقهات صاخبة ، اصوات تختلف و تتنوع ، يتخلط الاشخاص و يتماوجون ضمن مجموعات ، ارصد النظرات الخفية ، الابتسامات التي سرعان ما تمحي و إمالة الراس عند الحرج و التفكير او الحيرة . اجلس على قابي شبابي اتامل و افكر .. 

اتململ بمجلسي بعد ان صفعتني نسمة هواء باردة اقشعرت لاثرها مشاعري و تبعثر ما انتظم من افكاري ، اين كنت تحديدا ، او نعم ، لم اتجاوز هذا المصطلح الغريب الذي لاح باعماق عقلي منذ مدة قصيرة ،..

يسعى الجميع للعيش بينما يغرق البعض في رحلة متعبة نحو الحقيقة التي تزعجنا بنسبيتها فلا نجد حلا مطلقا او اجابة تفي غليلنا نحو ما يسمى بالحقيقة ، هكا نحن الان ، زرعت فينا ما يكفي من الشكوك لنكف عن تصديقها  ،اصبحنا كائنات لا تفرق بين الكذب و الصدق ، الادعاء و الواقع ، و كل التناقضات التي يستهلكنا التفكير في ان كانت في نهاية الامر ، نفس الشيء . 

لذلك استوقفني منذ مدة  شبح فكرة ، تباشير كلمات تختصر في خاطرة علي هذا الهاتف ،.. 

تصنع العفوية ،..

بعيدا عن المعني الحرفي للجملة ، السنا شعوب متصنعة ؟ 

السنا نحن الذين نزيف ابتساماتنا صباحا ، نعدل ما افسده الزمن فينا ، نخبىء التجاعيد و نقلد بعد الاقوال المشهورة ، نمتثل لسلطة المجتمع من اخلاقيات و تعاملات ، السنا نخبئ انفسنا عن انفسنا و نحجبها عن الواقع ، نبعدها ، نتخطاها او نتجاهلها  ..

نهرب من انفسنا ، نخجل من دواخلنا و نرمق مكنوناتنا العميقة بازدراء ، ننحت عقولنا بعناية لتمنعنا من المخاطرة و التمرد باظهار ما نخفيه .

نخاف ، من ردة فعل الناس ، من النظرات الحارقة و الملامح المزدرية ، المشفقة . نخشي من ان نتحطم داخليا بعد فشلنا بتقوية هوامشنا ،المستضعفة .. 

لذلك يقدم لنا الجميع حلا بوسعه اسعاد الجميع سوانا ، 

التصنع ...

نحن كائنات نتصنع اقل التفاصيل بنا ، حتي عفويتنا ..

نحن نغرق بزيف يخنقنا لكننا نتجاهل صرخات الروح ، نسكت شهقات النفس و نواصل العيش ،او بما يسمي تصنع العيش ..

نحن يستهلكنا الزمان بدون ادني شك ، و يستوعبنا ما يدور حولنا من ماديات ، لا نتعمق في الحياة كما يجب ، نعلق بالقشور ، بين الجلد و العضم ، تساعدنا مكتسباتنا الخارجية بالطوفان على سطح ما نحن عليه ..

قطعة من حياتي Où les histoires vivent. Découvrez maintenant