المقتطف الثالث. "فهد الفهود. " ♡

121 1 18
                                    

قبل البدأ في القراءة عاوزة أوضح حاجة، كنت نزلت اعتذار إمبارح بالليل عن المقتطف ده إللي كان مفروض يتنشر إمبارح، ولظروف خاصة مالحقتش أكتبه، وكنت هوقف نشر زي ما ذكرت في الاعتذار لفترة وأرجع أكمل، بس....

تراجعت عن القرار بعد تفكير طويل، قررت هكمل نشر بس يوم واحد في الأسبوع، عشان ماكونش خذلتكم.

♡♡♡♡♡♡♡

_إن كنتَ أنتَ الضيف فلا أهلًا بك ولا سهلًا.

_إن كنتُ أعلم أني سأقابلكِ ما كنت جئتُ.

بقيت للحظاتٍ على حالها، ظهرُها للباب، أنفاسُها مضطربة، وعيناها جاحظتان ذاهلتان تدوران في كل اتجاه، تتخبط التساؤلات الحيرى في عقلها:

ما الذي يجري هنا؟!

ما الذي جاء بهما إليها؟

أيمكن أن يكونا....؟!

_مين ده إللي على الباب يا "هنا"؟!

استفاقت من شرودها المندهش على صوت والدتها، رأتها واقفة أمامها تحمل ملعقة الطعام الكبيرة الخشبية في يد وتمسك منشفة المطبخ بالأخرى، وقد جاءت ركضًا بسبب الجلبة والصراخ المدوي.

تلعثمت "هَنَا" فخرجت كلماتها على النحو التالي:

_ده... ده، باينه عيل غِلِس، ضرب الجرس وهرب.

تداركت ربكتها في آخر جملتين، ومن وراء الباب كان "سيف" ووالدته منصتين لحديثهما، ارتفعت حواجبه واتسعت عينيه من قدرتها وجرأتها _العجيبين _ على الكذب، فشكا لوالدته متفقدًا أنفه المتألم بإصبعيه:

_شوفتي إللي عملته فيا؟ وبعد ده كله بتكذب؟!

_ماليكش دعوة بيها.

صدمته بعدم مبالاتها وباتخاذها صفها بدلًا من الوقوف معه، واصل شكواه يبدي لها غيظه واستياءه من ردها ومما تعرض له على يدي تلك الخرقاء:

_المفروض تقوليلها هي الكلام ده؟ مش شايفة وشي متشلفط إزاي؟ ودراعي لسه بيوجعني.

دعا عليها بقلةِ حيلةٍ وأنينه يخرج كلما حاول لمس موضعٍ ضربته فيه:

_منها لله المفترية!

وبالداخل لم تقتنع والدتها بجوابها وعادت تسألها مستعجبة التصاقها العجيب بالباب:

_أومال إيه الدوشة إللي أنا سمعتها دي؟!

واصلت "هَنَا" كذبها فأخذت نفسًا لفظته مع حديثها الهاديء مشيرة بكفها حولهما نحو إخوتها المنتشرين في أرجاء الصالة:

_هتلاقيهم ولادك وقعوا حاجة.

ضيقت والدتها عينيها بتعجب مضاعف، والتفتت نصف التفاتة لتعود أدراجها، فتعالى صوت الجرس من جديد، ارتفع حاجبيها بشيء من الاستغراب، وراحت تتقدم نحو الباب وتتأمل هيئة ابنتها العجيبة..

فلنَعِش الجنونَ معًا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن