لا تنسوا غزة العزة وفلسطين ولبنان الحبيبتين من دعائكم. ♥
♡♡♡♡♡♡♡♡
_أهذا سببُ الزيارة؟!
_إنه سببٌ صادم!
متمددين على ظهريهما فوق أريكتين متقابلتين، وقد حُمِلا إلى هنا، في غرفة الضيوف، يلتفُّ حولهما "مراد" بقلقه المتزايد على ابنته، و"ياسمين" تراقبهما بهدوءٍ عجيب.
قَدمت "هند" من المطبخ بين يديها ثمرة بصلٍ مقسومةٍ إلى جزأين، ناولت "ياسمين" نصفها، وقرَّبت يدها بالنصف الآخر من أنف "هَنَا" والتي انكمشت ملامحها بانزعاجٍ من الرائحة غير المستحبة المتغلغلة إلى أنفها، رفرفت رموشها متضايقة وانقلبت على جانبها غير راغبةً في الاستيقاظ.
لوح "سيف" بيده كأنه بهذا سيزيل رائحة البصل، وتقلَّصت قسماته منزعجًا، ضحكت "ياسمين" من تصرفه وواصلت ما تفعله حتى فتح عينيه أخيرًا.
باعدت "هنا" جفنيها عن بعضهما ببطءٍ وصار من المستحيل أن تظل نائمًة بإلحاح والدتها عليها ومطاردتها بشقِ البصلة...
تأففت "هند" قائلة بسأم:
_ زهقتيني، ساعة عشان تصحي؟!
فركت "هنا" جبهتها شاعرة بصداعٍ بغيضٍ يتملك من رأسها، اعتدلت في رقدتها تجادلها بحنقٍ أحمر بسببه وجهها المليء بالكدمات:
_يا ماما الناس بتتطور وإحنا حالنا بيتدهور، فيه حاجة اسمها بارفان، ماسمعتيش عنه؟!
لازت "هند" بالصمت تطالعها بأعينٍ مشتعلة، استرسلت "هَنَا" بنبرتها الساخرة:
_ لما حد بيبقى مُغمى عليه بيصحوه بريحة قوية وحلوة، مش ببصلة مصننة!
وقفت "هند" باستقامةٍ مربعةً ساعديها بتحفزٍ ولم ترد عليها، فيما تململ "سيف" مكانه بغير راحةٍ، فرك عينيه الناعستين، وافقها في قولها حين أضاف متأوهًا:
_ والمفروض كمان تطلبولنا دكتور يشوفنا.
مسح على وجهه مغمغمًا بتحسر ساخر:
_ده أحنا محتاجين صيانة كاملة لجسمنا!
ربتت "ياسمين" على كتفه برفق أمٍ حنونٍ مع سؤالها الهاديء:
_ إنت كويس يا حبيبي؟!
نقل نظراته إليها شاكيًا بصدرٍ متهدج الأنفاس:
_ حاسس إن عضمي كله دخل في بعضه.
وجه حديثه إلى "هنا" ووالديها حين أردف مستدركًا:
_هو مش أونكل "مراد" دكتور برضو؟!
لوت "هند" شفاهها في حركةٍ متهكمة، وعلَّقت على جملته بسخريةٍ بيِّنة:
أنت تقرأ
فلنَعِش الجنونَ معًا.
Humorتبدَّلت حياته، تغيَّر نظام يومه، وقع في مشكلاتٍ عويصة وتعرَّض في أيامٍ معدودةٍ لأشياءٍ لم يمر بها عمره كله، وكُشِفَت حقائقٌ كانت طي الكِتمان، كل هذا حينما رأتها عيناه. من الوهلةِ الأولى عبثت بترتيبِ كلِّ شيءٍ نظَّمه، حتى خفقات قلبه! وأجبرته _دون ج...