_اليومُ الذي يبدأ برؤيتكِ يزدحمُ عن آخره بالمصائب!
_ادعُ الله إذن أن نظل أحياء حتى آخره!
♡♡♡♡♡♡♡
فتحت عينيها بغتةً على صوتٍ قوي صادرٍ من منبه هاتفها، انتفضت جالسةً تتفقدُ التوقيت فيه فوجدت أنها استغرقت في النوم أكثر مما ينبغي، وأنها تأخرت على موعد خروجها.
وثبت من فوق سريرها راكضةً فتعثرت بمنضدةٍ صغيرة قابلتها في طريقها للخزانة، مما أدى إلى طيرانها لمسافةٍ قصيرة ثم اصطدامها بالأرض وزحفها على بطنها فانكفاؤها على وجهها!
تأوهت تعتدلُ بحذرٍ مع شعورها بالآلام تندلعُ في جسدها، استطاعت بعد ثوانٍ أن تستعيد بعضًا من اتزانها لتقف بقدمين ترتجفان قليلًا وبرأسٍ أصابها الدوار!
عرجت آخر خطواتها إلى خزانتها، فتحت بابًا من أبوابها، مالت برأسها داخلها تبعثرُ حولها بعجلٍ كل ما تمسكه من ثيابها، معتقدةً أن قطع الزي الذي سترتديه _لأجل جامعتها_ تاه وسطهم، جثت على ركبتيها بعدما تعذَّر عليها العثور عليهم، ازدادت حركاتُ يديها عصبيةً وفوضوية!
جزت على أسنانها والطرقاتُ العنيفة لا تكف عن قرع باب غرفتها، والنداءتُ الصاخبة تدعولها لسرعة الخروج لئلا يفوتها ميعاد امتحانها.
_لسه بدور على الزفت الطقم!
هتفت بها بصوتها الصارخ المشتاط فتوقفت الأيدي عن طرقها، وتراجعت الأقدام واختفى صوت وقعها قبل أن يصلها قولٌ "هند" الحانق:
_حاولي تسرَّعي، التوكتوك واقف برة من زمان وهيتأخر على مواعيده!
غرست أناملها في خصلاتها في ضيقٍ متزايدٍ تود أن تشد عليها بقوةِ غضبها المندلع في ثناياها، شعرت وكأن جدران غرفتها تضيق عليها، فكم تبغض أن توضع تحت ضغطٍ كهذا الذي تعانيه الآن!
بزغت في عقلها ومضاتٌ تذكرت من خلالها المكان الذي وضعت به ثوبها؛ لذا صفعت جبينها بغيظٍ من ذاكرتها العليلة، فأحيانًا تُمحى منها معلوماتٌ مهمة في أوقاتٍ مصيرية.
ــــــــــــــــــــــــــ
عادت الطرقاتُ على بابها باختلاف حدتها المتضاعفة، ارتج الباب مما عزز من غضبها وجعلها تصرخ ناهية:
_كفاية خبط على الباب، هيتكسر!
_خلَّصي قَوام!
هِتَافُ والدتها هذه المرة كان أكثر علوًا وحنقًا، فركضت "هنا" بقدمٍ حافية إلا من جوربٍ أسود وأخرى تغوص في حذائها الرياضي برباطه المفكوك، فتحت الباب بيمناها وفي يسراها تقبع الفردة الثانية للحذاء.
ومع ثاني خطواتها خارج الغرفة اصطدم كتفها بكتف والدتها دون قصدٍ فارتد جسدها للوراء موشكًا على السقوط لولا أن تشبثت أناملها بالباب المفتوح، انطلقت بعدها تجري بعرجٍ نتيجة ارتفاعِ قدمٍ عن أخرى.
أنت تقرأ
فلنَعِش الجنونَ معًا.
Humorتبدَّلت حياته، تغيَّر نظام يومه، وقع في مشكلاتٍ عويصة وتعرَّض في أيامٍ معدودةٍ لأشياءٍ لم يمر بها عمره كله، وكُشِفَت حقائقٌ كانت طي الكِتمان، كل هذا حينما رأتها عيناه. من الوهلةِ الأولى عبثت بترتيبِ كلِّ شيءٍ نظَّمه، حتى خفقات قلبه! وأجبرته _دون ج...