بدايةٌ بنّيهْ

67 12 1
                                    

أمشي تارةً، وأركضُ تارة، اصطدمُ بالمارّة، وَ كلُ ما أدركهُ الآن أنهُ يجبُ عليّ الوصولُ لمحطةِ القطارِ قبلَ وصوله

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أمشي تارةً، وأركضُ تارة، اصطدمُ بالمارّة، وَ كلُ ما أدركهُ الآن أنهُ يجبُ عليّ الوصولُ لمحطةِ القطارِ قبلَ وصوله...

تعثرتُ وَ وقعت، وَ هل مَن سَـيساعدني؟

أشعرُ أن بلوراتِ الثلج تعانقُ قلبي، لا تحتَ أقدامي

لملمتُ شتاتَ نفسي وَ نهضت...
الهواءُ عليلٌ، أليسَ كذلك؟

أسرعتُ بخطواتي، بينما تسللَت يدي لوشاحي أُغطي فمي وأنفي، الهواءُ الباردُ يضربُ وجهي، لكن أجزم أن الهواء من يتألم، لست أنا...

لاحَ لي شبحُ القطارِ القادمِ من بعيد، وصلتَ أخيراً...

"قطار كاڤالا قد وصل... قطار كاڤالا قد وصل"

ردحت هذهِ الكلمات أرجاءَ المحطة، معلنةً عن وصول قطارُ وجهتي

_ "تذكرةٌ لشخص واحد من فضلك"
_ "تفضلي، ستون دراخما"

أشعر أنني بحالٍ أفضلٍ الآن

صعدتُ القطار أبحثُ عن مقعدٍ شاغر، لقد تأخرت قليلاً

وجدت مقعداً بجانب النافذة، حسناً القدر قد كان في صفي هذه المرة

جلست أعدل من هندامي المبعثر وأنظر حولي، الهدوء و البرد يعم المكان

جلَستْ بجانبي عجوز ستينية، لها ملامح دافئة أراحت روحي

ما أجمل خلقك أيها الرب

اغمضت عيناي أشعر بألم في قدمي، تذكرت... لقد سقطت قبل قليل، لكن هل ألمي يعد ألماً حتى؟

نظرت بلا شعور إلى ركبتي، هل هذه دماء؟ لقد تلوث بنطالي السكري المفضل
شكلهُ جميل

أمتُد أمامي كوبٌ من الشوكولاته الساخنة، أجل أنا بحاجته، احتاج شيئاً ساخناً، إنها العجوز ذات الوجه الجميل.

تناولت الكوب بابتسامة باهتة مع "شكراً" بصوتٍ مدفون

  _"كيف لفتاة وحيدة الخروج في هذا الطقس البارد و الموحش؟"

ألا تدري هذه العجوز أن الثلج صديقي المفضل؟

  _"لدي شيء عاجل طرأ لأحد اقاربي في كاڤالا"

centasi  I سِنتاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن