ثَـلـجٌ مُـلَطَخ

44 9 10
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



مِنَ الطبيعيِ أن يتعارضُ داخلُنا معَ خارجُنا، لكن هَل مِنَ الطبيعيُ أن يكونَ الشخصُ طبيعياً؟

___________

مَن قالَ أنَّ النِّهاياتَ تُـحزنُنا حتّى لَو كانَتْ سَعيدة؟

ألم يُجربُ شعورَ أنْ يصلَ إلى آخرِ لمساتِ لوحتهِ الفنّية؟

بعضُ الخطوطِ، و بعضُ الظلال، وَ انتَهيت...

تفحصتُها بِـعينايَ لِأرى إذا ما كانَ ينقصها شيء، حسناً إنها كاملة، أشعرُ بِـالرِّضى عنها

كوبٌ مِنَ القَهوَة مَدفونٌ في الثَّلج، معَ وشاحيَ السكريِ بِـجانبه، لَقد وضعتُ كلَّ ما أحبهُ في هذهِ اللّوحة

حملتُها واضعةً أياها جانباً لِـتجف، ثمَّ دخلتُ الحمامَ لأغسلَ يداي

خرجتُ ثمَّ استلقيتُ على سريري محدّقةً في سقفِ الغرفة، بينما تفوحُ رائحةُ جوزِ الهندِ في الأنحاء، إنها شَمعتي التي أُحبها

تذكرت، إنها تثلجُ في الخارج

نهضتُ وَ سِرتُ ناظرةً مِنَ نافذةِ غرفتي، إنَّه وقتُ الغروب، لكنَّ غيومُ الشتاءِ الرماديةِ تَـحجِبُ الرؤية، يوجدُ الكثيرُ مِنَ الغيوم، والثَّلج

مَهلاً، الغَابة...

رحتُ أنظرُ مَِن النَّافذة الأخرى التي تطلُ على الغابة، توشِكُ على أنْ تُظلِمَ بِـالكامل

وَ هل هيَ أكثرُ ظلاماً مِنْ داخلي؟

ليتَني أتمكنُ مِنْ أخراجِ عتمتيَ أيَّتُها الغابة، لِـنتنافسَ مَنْ فينا أكثرُ ظلاماً وَ وِحشة

إنهُ توقيتٌ مناسبٌ للتسكعِ قليلاً في الغابة، و رؤيةُ الثَّلج، وَ الشعورُ بِـه

ارتديتُ معطفاً نيلياً و وشاحاً سكري، وَ تسللتُ خارجَ غرفتيَ كَـاللص، لا أريدُ أنْ أقُلِقَ جدي، سأخرجُ وَ أعودُ بِـسرعة

نَزِلتُ الدرجَ مسرعةً و نظرتُ إلى غرفةِ الجلوس، كانَتْ ماتيا في المطبخِ بينما جدي غيرُ موجود، أظنُ أنهُ نائم، ارتديتُ حذائيَ على عجل وَ خرجت

ركضتُ إلى أعماقِ الغابةِ بينما أبتسم،
توقفتُ رافعةً رأسيَ أستمتعُ بِـشعور الخدرِ مِنَ الثلجِ المتساقطِ على وَجهي

centasi  I سِنتاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن