الفصل السادس: زهرة من بستان الحقيقة

12 0 0
                                    

«حسنًا، كما تريد. أنا أوافقك الرأي، دعونا نبني الخيم، ههه.»
مع ابتسامة شريرة هكذا كان رد إلريك لإيفاندر عندما اصر بنظرته الحادة  امام الطفلين ايكان و هيميدال على بناء الخيم و النوم التخلي من فكرة السير ليلا بحثا عن سفينة المؤن في الليل

كانت السماء تميل إلى الغروب، والشمس تنشر ضوءها البرتقالي الأخير عبر الأفق. وقف إيفاندر والريك بجانب الطفلين المغمى عليهما، كل منهما غارق في أفكاره. الهواء حولهم كان ثقيلًا، محملاً بتوتر الأحداث التي شهدوها للتو. همس إيفاندر وهو يراقب الأطفال: 

«هؤلاء الصغار... قوتهم تتجاوز ما كنا نتصوره. المجلس يعرف بالتأكيد أكثر مما يظهر.»

الريك، الذي كان يقف متكئًا على صخرة قريبة، أدار وجهه قليلًا ونظر إلى إيفاندر بنظرة أكثر جدية مما اعتاد. قال بلهجة حازمة: 
«إيفاندر، لا تكن ساذجًا. أنا بصفة ضابط في حرس القبة، وأعلم بعضًا من أسرار المجلس. هذه القوى ليست مجرد صدفة. المجلس يحاول التحكم بها منذ فترة، لكنهم فشلوا في السيطرة على كل شيء.»

صمت إيفاندر لوهلة، وهو يحاول استيعاب المعلومات الجديدة. لم يكن هنا بسبب بحث أو مهمة سرية. كل ما قاده إلى هذا العالم كان ضربًا من الحظ، أو هكذا بدا له. قال بنبرة تحمل التساؤل: 
«لكن ما الذي جاء بي إلى هنا؟ لم أخطط لأي من هذا... الأمر كله يبدو عشوائيًا.»

ضحك الريك قليلًا، ثم قال بنبرة جدية: 
«عشوائي؟ لا أعتقد ذلك. دعني أخبرك بما حدث لي.»

جلس الريك على الأرض، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يبدأ: 
«كنت في دورية أمنية مع ثلاثة آخرين خارج جدار القبة. كانت الأمور طبيعية إلى أن توقفت كل الأنظمة في السفينة فجأة. لم نكن نعلم ما يحدث. فجأة، ظهرت مركبة ضخمة من شرخ في الفضاء. لم يصدر عنها أي تحذير، لا إشارات ولا إشعاعات. تحركت بسرعة هائلة نحو القبة وارتبطت بها، ثم خرجت منها إبرة ضخمة اخترقت الجدار، تلاها دخان أخضر كثيف.»

توقف الريك للحظة، وهو يستعيد تفاصيل تلك اللحظات المروعة. ثم تابع: 
«كنا نحاول الرد على الغزو، لكن كل شيء كان فوضويًا. وسط المعركة، تفعّل نظام الطوارئ في سفينتنا، وأطلقت كبسولة إنقاذ. في البداية ظننت أنها فارغة، لكن عندما اقتربت منها، رأيت الطفلين هذين يتشاجران بداخلها. كانا قد تسللا إلى السفينة خلسة دون علمنا، وعبثا بأنظمتها مما أطلق الكبسولة عن طريق الخطأ.»

نظر الريك إلى إيفاندر بجدية وقال: 
«لم أستطع تركهما لمصيرهما. لكن في تلك اللحظة، كان الغزاة قد تغلبوا على زملائي. اضطررت لاستخدام كل الفضة في السفينة لتغليف نفسي بها، على أمل أن تحميني مما سأواجهه بعد القفز في الشرخ. قفزت خلف الكبسولة، متجهًا نحو المجهول.»

yami no kage : The Shadow's Of Darkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن