الفصل الثاني : لما أنا لستُ أحلمُ

25 1 0
                                    


كانَ ذلكَ المنظرِ يثيرُ في النفسِ الرهبةِ ، وسطَ كلِ هذهِ الأجواءِ الفوضويةِ صدرا منْ إفنادرْ صرخةً قويةً مزقتْ أحشاءَ السكونِ " ما هذا ! ! ! ما هذا الشيءِ ! ! ! ! ! ! " بدأتْ ملامحهُ بالجفافِ منْ كثرةِ الخوفِ منظر غيرُ مألوفٍ محتارٍ بينَ ما هوَ حقيقيٌ وما هوَ خيالٌ ، لفاندرْ لمْ يصدقْ ما رأتهُ عيناهُ ، شيئا غريبا لا يعرفُ ما هيتْ ، يرتدي بذلةً معدنيةً ناصعةً البياضِ وخوذةِ سوداءَ ، كأنها بذلةُ فضاءٍ دونَ أكمامِ لليدينِ يطوفونَ في الهواءِ بواسطةِ قرصِ طائرِ لهُ أذرعا حديديةً ، عددهمْ كثيرٌ يمرونَ كسربِ واحد يقطعونَ طريقُ الشاحناتِ المملوءةِ بسكانِ المدينةِ . المحنطونَ بالهلامِ الأخضرِ ، يرفعونهمْ كأنهمْ صناديقُ ، ا نفسي " ما هذا الذي يحدثُ لي ، قدْ أصبحتْ ساقايَ غيرُ قادرتينِ على حملي ، على أنْ أجدَ حلا . . . على أنْ أجدَ أيُ شيءٍ " في رحمِ كلِ هذا البؤسِ والخوفِ فاجأتْ تذكرَ إيفاندرْ عائلتهُ لبسَ قناعهِ وأخذُ أملِ إيجادِ عائلتهِ يحركهُ ، رغمَ أنهُ يعلمُ احتمالاً أنْ يحالفهمْ حظهُ ، شبهٌ معدومٍ . . . يعززَ قوتهُ البدنيةَ بواسطةِ الأحجارِ المزروعةِ على جسمهِ ويركضُ بأقصى سرعةٍ ممكنةٍ وهوَ يمسحُ غبارَ الدخانِ منْ قناعةِ ا " أنا بتأكيدٍ في احلمْ ، أنا على يقينِ أنني أحلمُ لا يمكنُ أنْ يكونَ غيرَ هذا . . . " ثمَ يلمحُ دراجةَ نفاثةٍ مرميةٍ في وسطِ كلِ هذا الدمارِ " حسنا سأحتاجُ هذهِ الدراجةِ ، لا أملكُ منْ الوقتِ إلا قليلٌ ، يجبَ أنْ أذهبَ للمنزلِ " ينطلقُ افندرْ في الهواءِ مسرعا وفي طريقهِ يرى أهوالَ المنظرِ ، المدينةُ بعدَ أنْ كانتْ جنةٌ أصبحتْ دمارا ، الدخانُ غزا المكانُ ، فالتفتَ خلفهُ " أنهمْ يتوغلونَ في المدينةِ تدريجيا لما يأخذونَ أهلُ المدينةِ ! ؟ ؟ ؟ ، منْ أينَ أتى علينا هذا الغزوِ ألم ندرسُ أننا كنا معزولينَ عنْ كلِ الحضاراتِ ، منْ هؤلاءِ ، مذْ يريدونَ منا ، كيفَ وجدونا " وصلَ افاندرْ ل بيتهُ فرأى أكبرَ صدمةٍ . . . البيتُ مهدمٌ رأسا على عقبِ النيرانِ تنبثقُ منْ كلِ مكانٍ ، ا فاندرْ ترقرقتْ عيناهُ دموعا " لماذا يحدثُ هذا لي لما أنا الوحيدُ . . . " بكلِ اندفاعٍ قفزَ افندرْ منْ الأرضِ " أميٌ أبي تمنيتُ أنَ لا تكونونَ مثل باقي السكانِ مغلفينِ بالهلامِ هأنا الآنِ أتمنى فقطْ أنْ أجدكمْ . . . " لفاندرْ محطمٍ ذابَ قلبهُ منْ شدةِ الخوفِ والحزنِ والحيرةِ كلُ الأحاسيسِ المبعثرةِ يبحثُ في الحطامِ والدموعِ تهطلُ منْ عينهِ على الأرضِ فجثيّ على ركبتيهِ واضعَ رأسهِ على ر . مادْ البيتِ وسلمَ أمرهُ للواقعِ " لا مفر ، لا يوجدُ مفرُ منْ هذا الأمرِ " وهوَ في تلكَ الحالةِ اشتغلَ الجاهزُ الصوتيُ وفتحُ بريدِ الرسائلِ المسجلةِ " افندرْ لم لمْ تردْ على البارحةِ أردتْ أخباركَ أني سأصعدُ لحدودِ القبةِ رفعَ فاندرْ ناظريهِ إلى السماءِ رأى سفينةً مختلفةً عنْ كلِ السفنِ الغزوِ التي في الهواءِ " يجبُ أنْ أذهبَ إليها قبلَ أنْ يصلوا لتمشيطِ هذا الجزءَ منْ المدينةِ " مسحَ وجههِ منْ الدموعِ والرمادِ يعدلُ الدراجةَ النفاثةَ وصلها ب طاقةَ الأحجارِ وانطلقَ بها على أملِ أنْ يجدها ، يجدَ لوسي ، وهوَ يتحركُ مرتفعا عنْ الأرضِ يفاجئُ بسربٍ منْ الروبوتاتِ الطائرةِ قادمةً نحوهُ " اللعنةُ لقدْ لاحظوني " تبدأُ الروبوتاتُ بإطلاقِ النارِ تصيبُ المحركَ النفاثَ للدراجةِ يشغلها افاندرْ على أقصى دفعا ، الحركةُ أصبحتْ غيرَ منتظمةٍ ، يطيرَ نحوَ السفينةِ بمسارٍ لولبيِ افاندرْ يعززَ قوتهُ ويمسكُ المقبضُ بكلِ ما أوتيَ منْ قوةٍ ، يخترقَ جدارُ السفينةِ ، قوةُ التعزيزِ حمتهُ منْ قوةِ الارتطامِ ، ويغمى عليهِ ، يستيقظَ على دويِ صوتِ الاندارْ التلقائيَ ، " اختراقُ القبةِ ، المدينةُ تحتَ الغزوِ درجةً ثالثةً ، تشغيلُ البرتوكولِ الدفاعيِ إلغاءِ التسقيفِ عنْ الأحجارِ ، " حقا ! ! ! " افاندرْ يرفعَ يديهِ ويرى قطعُ الأحجارِ الكريمةِ المندمجةِ بانتظامِ تشعُ سوادا ، فعلُ قوةِ الأحجارِ فأحسَ بتدفقِ الطاقةِ إلى عروقهِ انفجرتْ منهُ هالةً أوقفتْ كلَ الربوتاتِ القادمةِ نحوهُ عنْ العملِ اندفعَ مسرعٌ ليبحتْ عنْ لوسي وجدها هيَ أيضا داخلَ الهلامِ محبوسةً حملها وقذفُ نفسهِ حطمَ سقفُ السفينةِ ، أخذُ يبحتْ عنْ حلٍ للهروبِ فوجدَ روبوتُ قادما نحوهُ ، وضعُ لوسي على الأرضِ نزعَ الجدارِ الخارجيِ للسفينةِ التي يقفُ عليها ، جعلهُ درعٌ ضدَ طلقاتِ الروبوت الدرونْ الطائرَ ، قفزَ إليهِ حتى أمسكَ بهِ سحبهُ لتحتِ الأرضِ حطمَ وحدةَ التحكمِ أعادَ برمجتهُ ليفصلَ عنْ نظامِ الشبكةِ الخاصِ بهِ ا " احتاجَ إليكَ أنتَ أملي الوحيدَ ، ساستعملكْ حتى أذهبَ ل المركزُ الأبحاثَ هناكَ ساجدْ وسيلةٌ للخروجِ منْ هنا ، " ف هذهِ الأثناءِ تأتي مجموعاتٍ درونْ أخرى منْ بعيدٍ فيسرعُ بمسكِ الروبوت المخترقِ . . . " وأخيرا وصلتْ " فيجد جميعُ الموجودينَ محبوسينَ داخلَ ذلكَ الهلامِ يسرعُ لفاندرْ إلى السفينةِ يحدثُ انفجار ضخمٍ بالمنشأةِ الروبوتاتِ الطائرةَ تخترقُ المكانَ لفاندرْ يجد سفينةً تابعةً لوحداتِ الاستكشافِ " أتمنى أنْ يحالفنيَ الحظُ في تشغيلها " لفاندرْ يصل الوحدةَ المركزيةَ بجهازٍ الصوتيِ الخاصِ بهِ . . . أصواتُ محركاتِ السفينةِ ، الأضواءُ في قمرةِ القيادةِ تشتغلُ ا " جيد جدا " لفاندرْ ينطلق ل السفينةَ ويحطمُ كلُ روبوتِ البدرونِ يقفُ في مسارهِ ، يطيرَ نحوَ الأعلى يحاولُ أنْ يخترقَ القبةَ ، السفينةُ الكبيرةُ تقتربُ ، انفجارٌ كبيرٌ منْ الخلفِ سفنِ الغزوِ تستهدفهُ ، الطائرةُ تصلُ إلى القبةِ ، لفاندرْ يفعل نظامُ الخروجِ ، يمرَ بكلِ سلاسةٍ ، السفنُ الحربيةُ تصطدمُ بالجدارِ تتحطمُ إلى أشلاءٍ ، وهوَ فارٌ في السماءِ لفاندرْ يلمح فتحةً في السماءِ " ما هذا الشرخِ الذي ف السماءِ ! ؟ . . . " ، لمْ يكملْ لفاندرْ كلامهِ ، إنذارُ السفينةِ " حذاري حذاري . . . " ، الفتحةُ تجذبهُ لها ، افندرْ يحاولَ الابتعادُ يصرخُ بكلِ قوتهِ محاولاً التحكمَ في السفينةِ ، السفينةُ تتفتتُ ، المحركاتُ أجهدتْ ، اشتعلتْ النيرانُ فيها ، تبتلعَ السفينةُ . . . يتبع

yami no kage : The Shadow's Of Darkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن