الفصل الثالث

1.6K 157 15
                                    

الفصل الثالث

يقال أن الرجل يلتفت إذا رأى جمالًا ولكنه يتعجب إذا رأى اختلافًا وعفةً وينجذب إذا رأى غموضًا وخجلًا
ويقترب إذا رأى عفوية وطيبة ويميل إذا رأى لينًا وحنانًا
ويتعلق إذا رأى قبولًا ويخضع إذا رأى صدقًا
ويحب إذا رأى ذكاءًا ويعشق إذا ابتسمت له كما لم تبتسم لأحدٍ من قبل
ويهيم بها عشقًا إذا استطاعت إضحاكه
ولكنه لا يبقى إلا إذا وجد سلامًا  .

❈-❈-❈

توقفت بسيارتها أمام شركته وترجلت بعدما أدت تمارين ضبط النفس كي تهدأ وتستطيع محاورته  .

دلفت من باب الشركة ووقفت تخبر الموظفة عن هويتها لترفع الأخرى الهاتف وتتحدث لثوانٍ ثم نظرت لها بهدوء وقالت :

- تفضلي اصعدي إلى الطابق الخامس  ، مديرة مكتب السيد سيف في انتظاركِ .

أومأت لها سارة وتحركت نحو المصعد بخطواتٍ واثقة وهي تعلم جيدًا كيف ستقنعه  .

بعد قليلٍ وصلت واتجهت نحو مكتبه بعدما سألت أحدهم ثم دلفت تطالع مديرة مكتبه قائلة بهدوء  :

- السلام عليكم  ،  أنا سارة المهدي جئت لمقابلة السيد سيف  .

رفعت الموظفة رأسها تطالعها بثقب وتعجب من نقابها ثم تحدثت برسمية وهي تشير نحو المقعد  :

- تفضلي هنا إلى أن يخرج العميل من الداخل  .

أومأت سارة وجلست تنتظر خروج العميل كما أخبرتها هذه الفتاة التي اندمجت في عملها بعد ذلك  .

❈-❈-❈

مرت الدقائق وبدأت سارة تشعر بالضيق لذا زفرت بحنق وتساءلت بعدما نظرت في ساعة يدها  :

- لو سمحتِ هل سيتأخر ذلك العميل في الداخل  ؟

نظرت لها الموظفة بتعالٍ وهزت كتفيها تردف ببرود  :

- لا أعلم  .

تنهدت سارة تلف وجهها عنها حتى لا توبخها ثم بدأت تفكر وتمارس تمارين ضبط النفس إلى أن يخرج ذلك العميل المزعوم  .

دقائق أخرى حتى قاربت سارة على النهوض والرحيل ليرن هاتف السكرتيرة فرفعته تجيب لثانيتين ثم أغلقت ونظرت إلى سارة تردف وتشير نحو المكتب  :

- تفضلي السيد سيف في انتظاركِ  .

قطبت جبينها بتعجب فالعميل المزعوم لم يغادر الغرفة ولكن ربمَا ما زال في الداخل لذا نهضت تتجه نحو المكتب وطرقت الباب بخفة فسمح لها لذا دلفت تتطلع حولها بعيون ثاقبة تبحث عن أي شخصٍ سواه فلم تجد لذا باغتته بنظرة غضب لمحها خاصةً وأنه تعمد تركها في الخارج وهذا ما أدركته الآن   ،  كاد أن يبتسم عليها ولكنه أتقن ارتداء قناع البرود وهو يشير نحو المقعد  :

في رحالها قلبي بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن