الفصل العاشر

3.8K 249 29
                                    

بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ وكُن مِنَ السَاجِدِينْ واِعْبُد رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ اليَقِينْ .

اللهم إنا نستودعك أهل غزة وكل فلسطين ، اللهم
كن لهم عونا اللهم إنا لا نملك لغزة وفلسطين إلا الدعاء

الفصل العاشر من رواية في رحالها قلبي
بقلم آية العربي

❈-❈-❈

جميلة  .. لو كان للسعادة ملامح فستكون ملامحها  .

منذ أن رآها وهو يتخبط بغير هدى  .

ملامحها طُبعت في ذاكرته ليشعر كما لو كان في غرفة مظلمة والإضاءة تنبعث من صورتها فقط  .

ملامحها أجمل مما كان يتخيل  ،  جمالها ليس غربيًا ولكنها مميزة وساحرة و  ...  شامخة تشبه الفرسة الأبية  .

لم تغب عن عقله هيئتها وتوترها وعيناها وشفتيها المضمومتين  .

ابتسم بتعجب من حالته تلك ومشاعره التي كادت أن تجبره على تقبيلها وكم تمنى لو فعلها  .

ما هذا الذي يشعر به معها  ؟  ،  ما هذا الأمر الجديد عليه وعلى قلبه  ؟

هل يمكن لأنها دومًا تتحداه وتعانده ولا تخشاه  ؟

كانت داخله رغبة ملحة في رؤيتها وظن أنه بعدما يراها ستهدأ رغبته بها ولكن ما يحدث معه الآن هو العكس تمامًا  .

بات يطالب برؤيتها مجددًا بالرغم من أنها لا تغيب عن عقله  .

حتى منذ قليل وهو يناغش الصغير كان يراها وهي مصدومة ويبتسم  .

حتى الآن وهو يهاتف أحد العملاء ويتحدث معه عن العمل كان يرى شفتيها المزمومتين ويبتسم  .

في الوهلة الأولى تساءل من هذه وكاد أن يظنها غريبة احتلت بيته ولكن نبرة صوتها ونظرة عيناها حينما التفتت جعلته يتأكد أنها هي نفسها سارة التي احتلت عقله بأفعالها  .

ابتلع لعابه وأنهى مكالمته ثم تحرك خارج مكتبه ليراها  ،  يريد رؤيتها مجددًا  .

ولكنها عكس حالته  ،  منذ أن فرت هاربة وقد لجأت إلى غرفتها تبكي شاعرة أنها ارتكبت خطأ فادحًا  ،  ألقت بنفسها داخل فوهة الذنب والندم اللذان تشعر بهما  .

خائفة بل مرتعبة من فكرة وقوعها في حب هذا الشخص خاصةً وأن عقلها الباطن يفرض عليها خيالات تخشى حدوثها  .

لمَ هو  ؟  ،  لمَ هو تحديدًا  ،  لقد كانت تبغضه  ،  كانت تراه شخصًا عديم الضمير ومتبلد المشاعر وإلى الآن تراه هكذا إذًا لمَ باتت تفكر فيه وتتهرب منه وتصبح أمامه عنيدة حادة سليطة اللسان بالرغم من رتابة كلماتها مع الجميع  .

في رحالها قلبي بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن