الفصل الثاني

4.4K 233 13
                                    

الفصل الثاني

لا أحد يدرك معاناة امرأة وحيدة هشة تمتاز بالكتمان .
فالجميع بات لا يفهم سوا بالبوح عما بك لغة الصمت تحتاج لرفيق روح ربما لم تحظَ به في دنياك ولكن من نعيم الدنيا هي مناجاة الخالق وهذا أعظم الحظوظ  .

استيقظت بفزع بمجرد أن لمسها وهذا يدل على خوفها  .

منذ أمس وهي لم تغفُ إلا من حوالي ساعةٍ واحدةٍ بعد تفكير أرهق ذهنها  .

أخبرها بكل قسوة أنهما سيتخلصان من هذا الحمل ومن ثم رافقها وغادرا إلى العشاء الذي مر دون أن تشعر به  .

كانت حاضرةً  بجسدها فقط ولكن عقلها يفكر فيما قاله  .

عليها ألا توافق  ،  عليها أن تعترض ولكن كيف وهي التي قبلت بهذا الشرط منذ البداية  ؟

حسنًا لتحاول إقناعه  ،  ستحاول معه وتستعطفه ربما حنّ وتقبل الاحتفاظ بهذا الحمل  .

طالعته بعيون مذعورة كقطة خائفة وتحدثت بتحشرج متسائلة  :

- ماذا هناك  ؟

ملس بكفه على خصلاتها لتتناقض لمسته تناقضًا تامًا مع نبرته حينما قال بنظرات مبهمة  :

- هيا استيقظي أمامنا عملًا هامًا  .

تشبحت ملامحها بالذعر الذي تلاشى تدريجيًا واتخذ الغضب مكانه حينما أردفت بنبرة عالية نسبيًا وهي تنهض جالسة وتطالعه بنظرة تحمل ثباتًا ظاهريًا :

-  لا أريد  ،  لا أريد إجهاضه  ،  أنا أرغب في الاحتفاظ به  .

اعتدل يطالعها بنظرة ثاقبة ثم هز كتفيه ومط شفتيه يقول بهدوء وعينه مسلطة عليها  :

- للأسف هذا الاحتمال ليس واردًا يا فريدة  ، أنتِ أخطأتِ واتخذتِ بمفردكِ قرارًا كنا قد أنهيناه مسبقًا  ،  ولهذا يجب أن تصلحي هذا الخطأ  ،  هيا سأكون في انتظاركِ في الأسفل  .

تحرك بعدها بخطواتٍ رتيبة وهدوء أصابها في مقتل وغادر وتركها تجلس تطالع أثره بغيظ  .

لا يمكن أن تجهضه بعدما حصلت عليه  ،  هذا الحمل سيبقى حتى وإن  ...  انفصلا  ؟

ولكن حقًا هل تستطيع الانفصال عنه  ؟  ،  هل تستطيع العودة للعيش مع سعاد وسارة خاصةً بعدما توفى ذلك الرجل الحنون والذي كان هو الخيط الوحيد المتبقي لها من بين كل معارفها  ؟

تعترف أن سعاد تعاملها بحبٍ ولكن بالطبع ليس كابنتها سارة  ،  لا إراديًا تشعر بينهما بالغربة خاصةً بعد موته وتخشى العودة لهما حتى لا تشعر بأنها حملٌ عليهما  .

لذا فقد سعت بكل وسائلها لتصل إلى عقل سيف الدويري ونجحت في جذب انتباهه لها ومن ثم استقطابه لخطبتها خاصة بعدما علم أنها يتيمة .. مثله تمامًا  .

في رحالها قلبي بقلم آية العربي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن