*_الفصل الثاني_*

14 6 5
                                    

مرّت عدة أيام ولا جدوى من بحثه هذا... لم يذهب إلى [رائد] فكان مصمماً أن يجدها لكن عندما فقد الأمل قرر الذهاب إليه... دق الباب وانتظر قليلاً... فتح له [رائد] ودخل... جلس وكان الحزن بادٍ على وجهه...

_رائد: لما لم تعد تطلبني للعمل؟
_رعد: لأني توقفت عنه هذه المدة...
_رائد ضاحكاً: وهل تبْت بعد أن تزوجت أختي؟!

لم يجبه بل ظلّ صامتاً مكروباً

_رائد: بالمناسبة كيف حالها؟
_رعد:...
_رائد: [رعد] ما بكَ لا تتكلم؟... أهناك مكروه أصابها؟... لا تسكت هكذا وتحدث... هل قتلتها؟!
_رعد: لا!
_رائد: إذاً ما بك؟ أيمكن أن أراها؟.. سأذهب إلى قصرك بنفسي...
_رعد: هي ليست في القصر...
_رائد: إذاً أين هي؟
_رعد: لا أعرف...
_رائد: لم أفهم.. أنت [رعد]! وهناك شيء لا تعرفه؟
_رعد: كفى..
_رائد: [رعد]! هل هربت؟!... إنها مجنونة ومن الممكن أن تفعل ذلك!
_رعد: للأسف لا... بل... خُطفتْ...

لم يستوعب [رائد] ذلك الخبر وبقي جالساً يحاول فهم وترجمة الكلمة التي دخلت في عقله...

_رائد بهدوء: أين [عبير] يا [رعد]؟
_رعد وهو يحاول ألا يبكي: لقد أخذوها مني...
_رائد بصراخ: أعدها الآن يا [رعد]... أعد إليّ أختي..
_رعد: ليتني أعيدها لنفسي أولاً
_رائد: من الذي اختطفها؟
_رعد: لا أعلم... بحثت عنها طيلة الايام الماضية ولمّا وجدت أن جميع الطرق مغلقة أمامي جئتك لتساعدني
_رائد: تقول طيلة الايام الماضية! منذ متى وهي مختطفة؟!
_رعد: اختطفت في ذات اليوم الذي جئت وأخذتها فيه... كنا في طريقنا إلى المحكمة، لكن غدرو بي وأخذوها أخذوها أخذوها...

ولأول مرة [رعد] يبكي... لم يستطع منع نفسه لأن ما أُخذ منه هو شيء غالٍ عليه جداً فمنذ أن كانا أطفالاً وهو معجب بها... بجمالها... بثقتها بنفسها... كلامها وحكمتها... كانت النور الوحيد في حياته المظلمة... منذ أن كان والده زعيم عصابة الرعد ووالدها نائبه... كان يحب تفاصيلها... كبر وكبر معه ذلك الحب.. لكنها كانت تصده دائماً لأنها تكره عمله وعمل أبيها الذي تسلّمه [رائد] بعد أن أصبحوا يتامى.
أما عن [رائد]  فقد جلس وشبك يديه وهدأ وجهه قليلاً ثم اصطبغت عيناه بالأحمر دليل على غضبه الذي وصل لأعلى درجاته... وقف واستدار ليكون مواجهاً ل[رعد] وفجأة... انقض عليه وأمسكه من ياقة سترته الجلدية وصرخ فيه بصوتٍ متوحش...

_رائد: إن لم تعد أختي فسأقتلك!

لم يعتد [رعد] على معاملة كتلك... رغم ضعفه في لحظتها إلا أنه ابعده عنه بقوة وأوقعه أرضاً... لكن [رائد] كان كالذئب المصاب وأعاد هجومه... لم يكن واعياً بشكل كبير على ما يفعل... فقد كان يريد أن يقتل [رعد]... للأسف... سارت الأمور بشكل سيء... أخرج [رائد] مسدساً من أحد أدراج مكتب أخته ووجهه تجاه [رعد]... كان فمه وأنفه يقطران دماً... كان يلهث من التعب فالعراك مع [رعد] ليس سهلاً... تهديدٌ مثل هذا جعل [رعد] يخرج مسدسه المخبئ في حذائه ويوجهه إلى [رائد]... لم يعد يُسمع إلا نبضات قلبيهما وصوت أنفاسهما... أستعد [رائد] للاطلاق... [رعد] حذره لكنه لم يسمع... وقبل أن تنطلق رصاصة [رائد] سبقتها رصاصة [رعد] وأصابته في منتصف صدره... أرخى قبضة يده الممسكة بالمسدس فوقع من يده... مشى ببطئ إلى أن وصل لمكتب أخته... جلس على كرسيها... اقترب منه [رعد]...

العهد المقدسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن