*_الفصل الثالث_*

16 6 3
                                    

بعد أن دفن صديق طفولته ومساعده في قبر حفره بنفسه له في فناء المنزل وبجانب قبرٍ آخر كان لمساعد أبيه... جلس قليلاً يحدق به ويتذكر ما قاله وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة (أخبرها أني كنت ولا زلت أحبها... اعثر عليها يا [رعد]... لأجلي... لأجل الحب الذي تكنه لها)... دمعت عيناه... أمسك العقد الذي طلب منه [رائد] أن يعطيه ل[عبير] حين يجدها... أرتداه وقرر أن يعتزل بقصره وحيداً عدة أيام... لعلّه يستطيع أن يفكر في عزلته أفضل ليجد [عبير].

بعد يوم كامل وهو معتزل عن العالم الخارجي... حتى أنه صرف جميع الخدم والحرس الموجودين في قصره المميز... كان جالساً على سريره... يفكر... أين يمكن أن يجدها... توصّل إلى أن العاصفة هي المسؤولة عن اختطاف [عبير]... (ومن غير تلك العصابة... فهم مستفيدون من ذلك... أيعقل أن يكون أحد آخر؟!...) هذا ما كان يفكر به قبل أن يرن هاتفه... لم يرد بل كتم الصوت وعاد يغوص في بحر أفكاره الهائج... بعد برهة من الزمن أعاد النظر إلى هاتفه فوجد أن الرقم الذي اتصل به منذ قليل قد عاود الاتصال أكثر من عشر مرات مما جعله يتصل به...

_رعد: من أنت يا هذا؟! ولماذا تتصل بي كثيراً؟!
_فهد بسخرية: وهل تظن أن عدم الرد على الهاتف سيعطيك وقاراً وهيبة ويجعل منك شيئاً مهماً؟

قفز [رعد] من مكانه بعد أن سمع ذلك الصوت لكنه ليس متيقناً بشكل كامل من صاحبه...

_رعد: صوتك مألوف يا هذا
_فهد: وكيف لا يكون مألوفاً وهو لنائب العاصفة؟
_رعد في قلبه: عرفت ذلك!
_فهد: كيف حالك أيها الرعد؟
_رعد: لست بخير وصوتك يطن في أذني
_فهد مقهقهاً: جيد جيد
_رعد: لماذا تتصل بي أيها الفهد؟
_فهد: أخبرني الزعيم [عاصف] ذات مرة أنك تكره المقايضة جداً لذلك سأقايضك
_رعد وهو يضغط على أسنانه: ومن أنتَ حتى تقايضني؟
_فهد: سأتفق معك على مكان وستأتي بنفسك وسنقوم بمراسم العهد المقدس ولأني لست جشعاً لن أجعلك تتنازل عن جميع أعمالك... سأترك لك تجارتك لكن ستترك التهريب لنا
_رعد بهدوء مخيف: منذ متى وأنتَ جريئ هكذا؟
_فهد: أنا أملك الجرأة دائماً لكن في الوقت الحالي أملك ما يضمن لي أي شيء أريده..
_رعد بنفاذ صبر: اسمع يا [فهد] لو كان ما يجول في بالي صحيحاً فستندم جداً... صدقني ستندم
_فهد: ليس الفهد من يُهدد... أما عن ما يجول في بالك فأنا لست ساحراً لأعرفه لذلك سأسأل خطيبتك إن كانت تعرف

أحس [رعد] أن دمائه تغلي وعروقه ستخرج من مكانها... منذ صغره تعلّم أن لا يتعلق بأي شيء كي لا يوضع بهذا الموقف... لكن ليس هو من يتحكم بالحب...

_فهد: أتريد أن تسمع صوتها أو نرسل لك شيئاً منها... أحد أصابعها... خصلة من شعرها... إحدى عينيها...

كانت تلك هي المرة الأولى التي يتأمل فيها [فهد] فتاةً ما... عادةً يكون [ماركو] هو المسؤول عن الاتصال بأهالي المختطفين و[فهد] فقط يتفقد الأمور فالاختطاف ليس مما يهوى... أما الآن الأمر مختلف جداً ومهم بالنسبة ل[عاصف] شخصياً لذلك فكان على [فهد] أن يهتم بالأمر بنفسه...
شرد قليلاً بتفاصيلها وهي مقيدة أمامه... أعاده إلى الواقع صوت [رعد] الذي كان يصرخ فيه لكنه لم يكن يسمعه في تلك اللحظات...

العهد المقدسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن