*_الفصل الثامن والأخير_*

17 5 15
                                    

ذهب إلى غرفته ليرتدي ملابسه فلديه لقاء عمل هام... مواعيده دقيقة جداً لذلك ستجد في قصره المئات من الساعات... يحسب الوقت الذي سيلزمه للقيام بأي شيء... جهّز نفسه في غضون ثلاث عشرة دقيقة و سبعٌ وأربعون ثانية... وصل إلى مكان اللقاء قبل تسع ثوان... المكان هو عبارة عن معمل قديم لكن لا أحد ممن سيمرّون من جانبه سيفكر أن اجتماعاً بين زعيم عصابة وطبيب يتاجر بالأعضاء يُجرى هناك...

_عاصف: كيف حالك يا صديقي؟
_سالم: سعيدٌ لأني حظيت بلقاءك مرة أخرى
_عاصف: هل لازلت تستخدم ذلك الشعار؟
_سالم مبتسماً: _في النهار سالم المسالم وفي الليل بأعضائكم حالم_ نعم... البارحة قلته لتلك الفتاة قبل أن أنزع عينيها لأعطيهم لزوجة أحد عملائي... رغبتْ بأن تمتلك عينين رماديتين كالقطط لكنها تتحسس من العدسات اللاصقة.
_عاصف: والشخص الذي تريد أن أحضره لك... ماذا ستستأصل منه؟
_سالم: الكثير من الأشياء... ذلك الشاب لديه جسد رياضيّ وصحة فولاذية... سأبدأ بقرنيّة عينه اليسرى... ثم الكبد والبنكرياس... والرئة اليمنى... والقلب
_عاصف: تبقى دماغه... ألا يحتاج أحد إلى دماغ؟
_سالم: لا لا... تفكيره لا يعجبني ليس ما يُطلب مني
_عاصف: حسناً بعد نصف ساعة ستجده هنا... إذا أردت انتظر
_سالم: نصف ساعة مجازاً؟
_عاصف: نعم... فالعملية ستتطلب مني ما بين الواحد والعشرين دقيقة والثماني وثلاثين... بصراحة أنا لا أعلم ماذا سيحدث بالضبط لذلك لا يمكنني التحديد بدقة

_سالم: أنا بانتظارك...

وبالفعل غاب نصف ساعة بالتمام والكمال وعاد... كان معه شاب عشريني مقيّد...يربطه بحبل ويجره منه...

_سالم: كيف يمكنكَ تحديد وقتك بهذه الدقة؟!
_عاصف: سر المهنة لا يمكن البوح به

نادى الطبيب على مساعد له...

_سالم: هيا يا [رامز] خدّره
_عاصف: هل ستعمل هنا؟!
_سالم: لا... سأخدّره لأستطيع نقله لورشتي
_عاصف وهو ينظر إلى عصبة العين الواحدة الذي يضعها [سالم]: ألن تخبرني كيف حصلت على ندبتك؟
_سالم: ليست ندبة... لقد فقأها فهدك... ألا تعطيني إياه ولكَ ما تريد؟
_عاصف: ألم أشفي غليلك بقتل والده ووالدته وأختيه
_سالم بحسرة: لو تركت لي الابنة الكبرى لتكون جاريتي والثانية لأربيها وأهديها لأحد وقتلت الفهد لكنت أفضل حالاً!
_عاصف: ماذا حصل بينكما؟
_سالم: في تلك المرة التي أوكلته أنت باختطاف طفل لأجلي وهو لم يكن يعرف ماذا فعلت أو من أكون... كانت حقيقة موت أهله مجهولة بشكل جزئي... أما أنا فأعرفه جيداً... حاولت ضبط أعصابي لأمنع نفسي من فعل شيءٍ له... الشبه بينه وبين أبيه كبير جداً... فقررت اعتماد أسلوب الاستفزاز لكي يبادر بالهجوم واقتله مدافعاً عن نفسي...
_عاصف: وهل كنت حقاً تعتقد أن لديك فرصة للنجاة أمامه؟
_سالم: لم أعلم مدى قوته إلا عندما أخبرته إني كنت أريد إهداء أخته الصغيرة بعد أن تكبر قليلاً ليستطيع غيري إهداءها أو بيعها بعد أن يستمتع بها... حين سمع كلماتي هجم عليّ بشكل عدواني... كفهدٍ يهجم على
فريسته... ضربني عدة ضربات لكني استطعت وبعد عناءٍ كبير تثبيته وكنت على وشك القضاء عليه لكن يده تفلّتت مني وفقأ عيني بها فتركته متألماً... كنت أعتقد أنه سيقتلني لكنه لم يفعل... قال أنه سيرحمني فقط لأن والده كان سبب موت أخي
_عاصف: إنه إنسانٌ نبيل رغم كم السواد الذي زرعته به
_سالم: دعنا منه... أنا سأذهب الآن لأني على عجل ويجب أن أُسلّم الرئة غداً وسأضع باقي الأعضاء في سائل يحفظها
_عاصف: وأنا سأذهب وسآتي بعد أن ترسل قطع الغيار لآخذ نصيبي
_سالم: رافقتك السلامة يا [عاصف]

العهد المقدسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن