«الكتاب الابيض»

25 4 7
                                    

في قرية بعيدة عن المدينة ليست قرية ريفية بل قرية يوجد بها منازل صغيرة و سوق الى حد ما صغير .

نوجه نظرنا قليلاً الى منزل صغير في هذه القرية .

سوف نرى فتاة تفتح النوافذ حتى تدخل الشمس داخل المنزل .
تمشي الفتاة حتى تصل الى غرفة بباب خشبي و تفتحه نرى عجوز تشبه الفتاة .

( قدر) بإبتسامة تُنير وجهها :
_ جدتي هل يمكنني أن اذهب الى المكتبة لأشتري بعض من الكتب ؟

(آمنة) و هي تبتسم الى حفيدتها :
_اذهبي و لكن لا تتأخري.
قبلت( قدر) جدتها من وجنتيها و خرجت من المنزل متوجهة الى المكتبة.

صاحب المكتبة :
_هل اساعدك في إيجاد الكتاب الذي تريدينه ؟
(قدر) بإبتسامة لطيفة :
_لا أشكرك فقط أريد أن ابحث عليه بنفسي.
صاحب المكتبة بتفهم :
_حسنًا خذي راحتك  .

تجولت (قدر) بين صفوف الكتب الكثيرة وجدت كتاب على صف من الكتب في آخر ممر المكتبة لونه أبيض لامع.
ذهبت الي ذَلك الكتاب الأبيض .
سحبت (قدر) الكتاب و نظرت الى عنوانه.

(قدر) بإستغراب :
_ما هذا لا يوجد به عنوان ولا حتى اسم كاتب ، يبدو أن هذا الكتاب مميز  .

ذهبت (قدر) الى صاحب المكتبة
_اريد أن اشتري هذا الكتاب.

اخذ صاحب المكتبة النقود :
_حسنًا استمتعي.

رجعت (قدر) الى المنزل متحمسة حتى تقرأ هذا الكتاب الغريب.

(قدر) فتاة تعيش مع جدتها بعد وفاة والديها و تحب القراءة مثل جدتها ليست مميزة كثيرًا و لكنها جميلة الابتسامة ، خمرية البشرة ، عينين بنيتين.

(آمنة) جدة (قدر) و هى التي جعلت (قدر) تحب القراءة لانها كانت تمتلك غرفة يوجد بها كُتب كثيرة .

(آمنة) بإستغراب من لون الكتاب الذي في يد (قدر):
_ما هذا الكتاب الغريب يا (قدر)؟
(قدر) و هي تجلس علي المقعد :
_وجدته في المكتبة ولكن لا يبدو عليه انه قديم.
(آمنة) بإستغراب :
_ ما اسمه؟
(قدر) و هي تمد يديها بالكتاب لجدتها  :
_لا أعلم انظري.
آمنة و هي تنظر للكتاب :
_سوف القي عليه نظرة و أنتِ اذهبي لتحضير الغداء.
(قدر) و هي تذهب الي المطبخ :
_حسنًا.

امسكت (آمنة) بالكتاب و فتحته و بدأت تتصفح أوراقه.

(آمنة) بصدمة :
_كيف وصل الى هنا لم ألاحظ أبدًا التشابه في الغلاف.
(قدر) بصوت عالي :
_هل يوجد شيء يا جدتي.
(آمنة) بتوتر :
_لا ... لا يوجد شيء اكملي تحضير الغداء.
(قدر) بإبتسامة :
_لو حدث شيء اخبريني إذًا.
(آمنة) محدثة نفسها :
_لا يجب علي (قدر) أن تقرأ ذلك الكتاب.

ذهبت (آمنة) و معاها الكتاب الأبيض الى غرفة الكُتب و ذهبت الى اكبر رف كتب و أزالت بعض الكتب من الرف و وضعت الكتاب الأبيض و أخفته بوضع الكتب التي ازالتها.

(قدر) و هي تأخذ الأطباق :
_لا تنسي أن تأخذي الدواء يا جدتي وانا سوف اغسل هذه الأطباق و ارجع لكِ.
(آمنة) ذهبت الى غرفتها و هى متوترة من أن ( قدر) تسألها عن الكتاب الأبيض .

بعد مده

(قدر) بمرح :
_لقد عُدت إليكِ يا جدتي الجميلة.
(آمنة) بإبتسامة على حفيدتها :
_ مرحبًا بيكِ .
(قدر) بإستغراب :
_ أين الكتاب يا جدتي؟
(آمنة) بتوتر و إرتباك :
_على أي كتاب تتحدثِ .
(قدر) و هى تجلس على المقعد الذي بجانب سرير جدتها :
_الكتاب ذات الغلاف الأبيض اللامع. أين هو؟ لا اجده
(آمنة) بتوتر :
_لا أعرف لقد وضعته في غرفتك.
(قدر) بإستغراب :
_ولكنِ بحثت هناك لم اجده
(آمنة) بإبتسامة مليئة بالتوتر  :
_ لا عليكِ اشتري كتاب أخر .
(قدر) و هي تفتح باب الغرفة :
_حسنًا .  أنا ذاهبة للنوم.

(قدر) لنفسها :
_هذا غريب جدًا أن يختفي بمفرده

ذهبت الى غرفتها و مسكت الأوراق التي كانت علي سريرها .
و بدأت في الكتابة بصمت و ضوء القمر كان في غرفتها .

قال العقاد ذات مرة «أن الماء سࢪ الحياة، و بدونه تفنى البشرية، و كذلك القراءة بالنسبة للعقاد فهى تُضيف حياة إلي حياته ».

وضعت(قدر) الأوراق و فتحت كتاب كان بجانب سريرها :
_«سوف يشهد العالم على حبنا ولكن يجب أن يموت احد منا حتى يعيش الاخر على ذكره لان العالم لا يتسع للحب .»

بعد دقائق وضعت (قدر) الكتاب و ذهبت لجدتها حتى تراها نائمة او مستيقظة .

فتحت جزء من باب غرفة جدتها و نظرت بالداخل وجدت أن جدتها نائمة ذهبت الى غرفة الكتب حتى تختار كتاب لتقرأه.

ظلت (قدر) تبحث عن كتاب لم تقرأه من قبل أتجهت الى أكبر رف و أخذت كتاب و خرجت و لكن لم تلاحظ الكتاب الأبيض اللامع الذي كان خلفه.

اتجهت (قدر) الى غرفتها و جلست أمام النافذة تنظر الى جمال القمر و النجوم ، 
دمعت عين (قدر)لأنها تذكرت والدتها.

_لا عليكي سوى أن تتذكريها فقط.
نظرت (قدر) خلفها وجدت جدتها

(قدر) ببكاء :
_لماذا تقولي هذا الكلام؟
(آمنة) و هي تضع يديها على ( قدر) :
_لان «النسيان يؤلم الأموات في قبورهم يا صغيرتي».
(قدر) في وسط دموعها :
_لقد قرأت هذه الجملة من قبل في رواية.
(آمنة) بحنان و هي تهز رأسها :
_نعم .
عانقت (قدر) جدتها

نامت (قدر) على ضوء القمر و بجانب جدتها و كانت تخاف من فقدان جدتها في يوم من الايام ؛ لأنها كانت تهتم بها من بعد وفاة والديها لسبب مجهول و هى التي جعلتها تحب القراءة التي كانت جزء من يومها ، ولا تعرف إذا جدتها توفت ماذا ستفعل بمفردها في هذه الحياة ...»

نامت (قدر) و عقلها مليء بالأفكار .


يُتبع ……………


الكاتبة «رودينة وليد».

قولولي رأيكم + كل خميس هنزل بارتين ♡»».

الزهرة المُضيئة .. بقلم/«رودينة وليد» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن