«المرض»

15 3 2
                                    

عند الشروق استيقظت (قدر) ؛  بسبب ضوء الشمس الذي دخل غرفتها ألتفت (قدر) لترى جدتها مازالت نائمة بجانبها ... أبتسمت ثم خرجت من الغرفة متوجهة الى دورة المياه من ثم  الى المطبخ لتحضير الإفطار .

(قدر) بصوت عالي :
_جدتي .... هيا تعالي لقد انتهيت من تحضير الإفطار .
(آمنة) و هي تُخفي تعبها :
_حسنًا أنا قادمة .

بعد مده

(قدر) و هي خارجة من المطبخ :
_كنت اريد أن ......
لقد شاهدت (قدر)  جدتها واقعة على الأرض وفمها ينـزف .
(قدر) بصدمة و هى تجري على جدتها :
_جدتي ما الذي حدث .. جدتي .
ثم اكملت(قدر) ببكاء :
_لم اترككِ تذهبي مثل أبي و أمي .

خرجت (قدر) مُسرعة الى الطبيب .

بعد مده

(الطبيب) بأستغراب :
_هذا غريب .
(قدر) بعدم فهم :
_غريب ! .. ما هو الغريب ؟
(الطبيب) و هو يفحص (آمنة) :
_حالتها غريبة لم تمر علي في مدار حياتي الطبية .
(قدر) و هي تجلس بجانب جدتها :
_هل سوف تكون بخير؟
(الطبيب) و هو يضع أدواته في حقيبته :
_هناك إحتمالان ... الأحتمال الأول هو يمكن أن تكون بخير غدًا و الأحتمال الثاني هو يمكن أن ......
صمت الطبيب لثواني ثم اكمل :
_يتطلب منكِ أن تهتمي بيها حتى تصبح بخير .
(قدر) بصدمة و صوت مختلط بالبكاء :
_حس.. حسنًا ... أشكرك على مجهودك .
رحل الطبيب و ظلت (قدر) بجانب جدتها .

عند الغروب

(قدر) وهى تدخل غرفة جدتها :
_لقد أحضرت لكِ طبق من الشوربة بالخضروات التي  تُحبيها .
(آمنة) بإبتسامة متعبة :
_لا يجب أن تُرهقي نفسك .
(قدر) بإبتسامة :
_كوني بخير فقط .

ذهبت (قدر) و عانقت جدتها .

(قدر) بدموع :
_أنتِ لن تتركيني مثل أبي و أمي أليس كذلك؟
(آمنة) تعانق حفيدتها ،
زاد بكاء (قدر) خوفًا من فقدان جدتها .

بعد مرور يومين من تعب (آمنة) التي لم تتحسن حالتها .

في الليل

(قدر) في غرفتها تقرأ كتابًا و (آمنة) نائمة .

تركت قدر الكتاب من يديها على سريرها و اتجهت الى النافذة التي بجانب سريرها نظرت الى النجوم و القمر و أمسكت بالأوراق كاتبة :

_«مجرد قارئة تبحث عن روايات تناسبها و تتمني أن تعيش مثل أحداث رواياتها المفضلة و عند قرأتها للروايات تتخيل الأحداث في عقلها و تزداد خيال كل يوم عن الاخر ولا تريد أشخاص في حياتها هى فقط تريد روايات تريد الخيال لا تريد الواقع المؤلم »

وضعت الأوراق على سريرها و نظرت عبر النافذة تتأمل السماء .

عند الشروق

(قدر) و هي تدخل غرفة جدتها :
_كيف حالك الان يا جدتي

(آمنة)  بصوت مليء بالتعب :
_اقتربي يا (قدر).

(قدر) بصدمة من تحول حالة جدتها الى الأسوأ :
_ما بكِ هل أذهب الى الطبيب .

(آمنة) بصوت مُتعب :
_لا تذهبي أنا أعرف لماذا حالتي هكذا.

(قدر) ببكاء :
_لماذا إذًا ؟!

(آمنة) بجدية :
_أنا سأصبح بخير و لكنِ أريدك أن تفعلي شيء ...

(قدر) بأستغراب مختلطًا ببكاء :
_ما هو هذا الشيء؟

(آمنة) بتعب و جدية :
_الكتاب الأبيض.

(قدر) بعدم فهم :
_الكتاب الأبيض !!

(آمنة) بتعب :
_الكتاب ذات غلاف أبيض لامع  .

(قدر) بأستغراب :
_ولكنِ فقدته هذا الكتاب .

(آمنة) :
_انه في غرفة الكُتب وراء أكبر رف من الكتب .

(قدر) بتعجب :
_ماذا ؟!

(آمنة) بصوت عالي لحفيدتها و بتعب  :
_اقرأيه ... اقرأي الكتاب الأبيض يا (قدر) و عند وصولك للصفحة الأخيرة اقرأيها بصوت عالي ... و إياكِ أن تنسي هذا الكتاب يا (قدر).

(قدر) بعدم إستيعاب :
_ماذا تقولي يا جدتي؟!

(آمنة) بتعب وهي تسند رأسها على الوسادة  و بصوت شبه عالي :
_هيا يا (قدر) أسرعي قبل أن تسوء حالتي اقرأي الكتاب الأبيض يا (قدر).

ذهبت (قدر) مسرعة خارجة من غرفة جدتها متوجهة الى غرفة الكُتب .

ذهبت الى أكبر رف و بحثت عن الكتاب الأبيض .
سحبته و جلست على أقرب مقعد .

كان الكتاب يحكي عن قصة فتاة في غابة جميلة و منازل صغيرة لطيفة  و كانت تبحث عن شيء و لكنها بعدم إلتزامها بالقوانين مـاتت الفتاة ....
واصلت (قدر)  قرأته
حتى وصلت الى أخر صفحة من الكتاب،
فعلت (قدر) ما أمرتها بيه جدتها.

(قدر) بصوت عالي :

_ يا أيها الكتاب الأبيض خذني الى عالم يطير من فوقه الطيور و تمشي من تحتها الحيوانات و ينمو في ارضها النباتات و ينتشر فيه السلام و الرخاء و أعدك أنني سوف ألتزم بجميع القوانين و أعدك ايضًا أنني لم أنساك و أنسى أحداثك ..
أهتزت الأرض من تحت (قدر) بقوة،
و خرج ضوء ساطع من الكتاب .

(قدر) بدهشة و خوف :
_ما الذي يحدث.؟!
ظلت الأرض تهتز بقوة أحست (قدر) بالدوران ...

ثم سقطت (قدر) على الأرض مُغلقة عيونها ببطئ ......



يُتبع ..............



الكـاتـبـة «رودينة وليد».

الزهرة المُضيئة .. بقلم/«رودينة وليد» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن