الزهرة المُضيئة .. بقلم/«رودينة وليد»

« في أعماق المحيط »

أمسك (وادي) يد (داريا) و أمسك (جوان) يد(قدر) و بدأوا السباحة في صف واحد و كان (سود) يسبح بجانبهم .

(قدر) بإنبهار و الاسماك تمر من حولهم :
_ يا إلهي لم اتوقع هذا الشعور .
(وادي) بإبتسامة :
_ انه جزء صغير جدًا من الاعماق يا صديقتي .
(سود) ضاحكًا :
_ لم اتوقع انني سوف أتحول الي كائن بحري كانت دائمًا هيئتي ذئب أحمر .
(داريا) ممازحة :
_ ولكن هكذا أجمل سمكة لطيفة جدًا .
(سود) بغضب مصطنع :
_ لا تُريدي أن أتحول الان الي قرش أو حوت حتى تصبحوا بداخل أعماق بطني .
(جوان) ضاحكًا :
_ لاأنت هكذا أفضل .

بعد سباحة نصف ساعة استمر الضحك و المرح بينهم .....

وقف (وادي) و نظر أمامه و أبتسم :
_ اهلاً بيكم في مملكة الحوريات ..

نظر الجميع بإنبهار شديد كان أمامهم قصر كبير جدًا يلمع و يلتف حوله بيوتًا صغيرة و كانت تُشبه المدينة و الحوريات الكثيرة الذين كانوا يملئون المملكة ..

(داريا) بإبتسامة و انبهار :
_ أين سوف نذهب؟
(وادي) و هو يمسك يد (داريا) و ينظر إليهم :
_ سوف نذهب الى الملكة (نيرينا).

كانوا وراء (وادي) الذي كان يمسك يد (داريا) و يسبح متوجه الي القصر .... عبروا من بوابة كبيرة تلمع بالصدف و اللؤلؤ ، توقف (وادي) و التفت إليهم ثم ابتسم :
_ انتظروا هنا سوف انادي علي أمي .

هز الجميع رأسهم و هم ينظرون حولهم بإنبهار ...
دخل (وادي) على والدته و أخبرها عن أصدقائه ابتسمت (نيرينا) ثم ذهبت خلفه ..

(نيرينا) بإبتسامة جميلة تُنير وجهها الطيب :
_ اهلاً بيكم يا ابناءي في مملكة الحوريات .
التفت اليها الجميع و هم مندهشين من جمال والدت (وادي) كانت مازال جمال عينيها البنفسجية واضحتين و شعرها الاسود المختلط بشعر ابيض و وجهها الذي لم يوضح عليه التجاعيد و ذيلها الفضي _لانها من عائلة ملكية_.

أبتسمت (قدر) و اقتربت منها و مدت يدها :
_ إنكِ جميلة للغاية ... أنا (قدر).
(نيرينا) وهي تبتسم لها بلطف و تمد يدها هي الاخري :
_ انتِ الجميلة هنا .
أبتسم (وادي) و هو يشير على كل شخص بينهم :
_ هذا (جوان) و هذه (داريا) و هذا (سود).
وجهت (نيرينا) نظرها الى (داريا) المبتسمة إليها :
_ هذه هي (داريا) التي تُحبها يا (وادي).
احمر وجه (داريا) بخجل ..
(وادي) ضاحكًا:
_ نعم نعم و (جوان) يحب (قدر) و لكن (سود) لا يحب أحد .

أقترب منه (سود) و ضربه بخفة بذيله .

(نيرينا) بإبتسامة :
_ هيا اجلسوا لتخبروني عن الامر الذي جئتم من اجله .

كان هناك أصداف كبيرة كانت مُتشابه للمقعد جلسوا عليها و نظروا الى (نيرينا) التي جلست على صدفة كانت امامها .

(وادي) بتوتر :
_ نُريد أن نبحث عن الزهرة المُضيئة هنا .
_ حسنًا ولكنكم لا تعرفون الاماكن الصالحة لتواجد النباتات !
(سود) بإستغراب :
_ نعم إن المحيط كبير للغاية .
(داريا) بإستفسار :
_ ماذا سوف نفعل إذًا؟!
(قدر) و هي تنظر الى الجميع :
_ هل قرأ شخص منكم عن خصائص الاماكن الصالحة لتواجد الزهرة؟
(سود) بتفكير :
_ نعم أتذكر أنني أعرف الخصائص  ،  أنه إذا وجد الزهرة المُضيئة في مسطح مائي .. يجب أن تتواجد الزهرة في مكان بارد و هادئ بعيدًا عن المخلوقات المائية .