||صُورَةٌ||

63 11 94
                                    

«لَا يُمكنُ لأحدٍ أَنْ يُقلّلَ مِن قِيمتكَ دُونَ مُوافقَتكَ»
ᴇʟᴇᴀɴᴏʀ ʀᴏᴏsᴇᴠᴇʟᴛ


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
قَصرُ آلْ برَاينِر:

دَلَفت إيمَا إلَى قَصرِ عائلتهَا وهيَ تمشِي بهرَولةٍ مسْرعةً قدرَ المُستطاعِ، طَرقُ كَعبهَا هوَ الصّوتُ الوَحيدُ المَسموعُ فِي جنَاحهم الملَكيّ الفَارغِ؛
ملَامحهَا مُتكشرةٌ دَليلٌ علَى عدمِ رغبتهَا بالتوَاجدِ فِي هذَا المكَانِ تحديدًا، بينمَا خُصلهَا الفَحميةِ تَتطايرُ وَ تتبعثرُ تزامنًا معَ إلاحتهَا خطوةً واسعةِ المساحةِ كعارضَةِ أزياءٍ إعتادَت المَشيَ علَى بسَاطٍ أحمرِ كُلّ شهرٍ،

قَصَدت بهذِه الخطُوات مكَانًا واحدًا ألَا أنهُ مكتبُ والدهَا القَديمِ..
طَرَقت عدّة مرَاتٍ ثُمّ دَخلت دُون أنْ يُؤذنَ لهَا أصلًا، مَا إنْ ولَجت إلَى الدّاخلِ حتّى قابلهَا كُرسيُّ ذُو عارضٍ طويلٍ، ويَجلسُ عليهِ والدهَا مُركزًا النَظرِ ناحيَة الفرَاغِ خلفَ نافذِةِ الحُجرةِ؛

فِي الحقيقَة ليسَ فراغًا وَ إنمَا هذَا مَا تبُثّه خَضراوتاهُ المُماثلةِ لعيْنيْ إبنتهِ خلْفهُ..
إبتَلعت إيمَا ريقهَا بحنقٍ وَ إتّكَأت بظَهرهَا علَى البَاب الخشبيّ بعدَ أنْ أغلقتهُ، أحسّت بِإنقباضِ صدرِها للمرٌة الأولَى فقَط لرُؤيتهَا جحيمَ طفولتهَا عادَ مُجددًا بالأحرَى والدهَا..
مَسحَ السّيدُ برَاون لِحيَتهُ بأصَابعِهِ التّي شوّه بهَا حيَاتَي إنسانتيْن وليسَتا أيتَ بشريتَين عاديّتين، إبنتهُ وزَوجتهُ..
لَم يَتحدّث كلامهَا لمدةِ خمسِ دقائقَ، إيمَا مخفضةٌ رَأسهَا تراقبُ الأرضيةٌ بعقلٍ عادَ للخلَفِ بعشرِ سنَواتٍ، وَالسّيد برَاينِر يتنَفسُ بِغيضٍ وهوَ يتَأملُ اللّاشيءَ..
صَمتٌ..
ثُمّ جاءَ صوتٌ منَ العَدمِ..

"أهلًا بِفلذةِ كَبِدِي"

هُنَا وَ الآنَ فِي هذِه اللّحظةِ شَعَرت إيمَا بتوَقّف الدماءِ في كامل شرايينها، حتى أنّها رفعت رأسها بِبُطَئٍ تنظرُ لتموضع والدها بحدقَتين متسعتين صدمةً، توقيتُ إلتفاتها تزامنَ معَ تحركّ كرسيِ براوَن فتقابلَ الأبُ وَ إبنتهُ وجهًا لوَجهٍ..
لَحظةٌ توَقفَ فيهَا الزَمنُ بينهمَا..
خطّ فَاصلٌ أرتسمَ الآنَ..

عودَةٌ إلَى المَاضِي

فَتحَ الخَادمَانِ بَوابَة القَصرِ مهروِليْنِ كَي يُفسحَى الطَريق لسَيّارةٍ حدِيثةِ الطِرازِ تَعصفُ نفاثَاتهَا بسرعةٍ شَاهقةٍ ثمّ ضغَط السّائقِ علَى المكَابحِ مُتسببًا فِي ميلَان العجَلات بشَكل سَاحقٍ تاركًا أثرهَا علَى ترابِ جَافٍ..
نَزلَ السّيدُ براون مِن سيارتهِ مُغلقًا البَاب خلفهُ بقوةٍ جعلتهُ ينخلعُ مِن مكانهُ وَحُراسهُ يُراقبونَه مِن أماكِنهم بفزعٍ وَقلقٍ، عدّل ربطةَ عنقهِ الحمرَاءَ وأكمَام بذلتهُ ذاتِ لونٍ أزرقٍ ملكِيّ ثمّ نزعَ نظّراتهِ ودَسها فِي جيبِ السِترةِ الأمامِي مُمَرِرًا كفّ يدهِ العَريضِ علَى خُصلهِ الذهبيةِ المُصففةِ بإحترَافٍ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

دُمـوعُ الخَريفِ٠||٠Autumn tears حيث تعيش القصص. اكتشف الآن